ملامح الحزن العتيق الجزء التاسع


في المستشفى ماسك يدها بتوتر
للفرح رهبه مثل ماللحزن رهبة ..
طلعت الممرضه الشرق آسيويه وفي يدها ورقة قالت : مسز مها مشآل .
وقف احمد وضم على يدها الصغيرة المغطاه بقفاز اسود ودخلوا عند الدكتورة الممتلئة الجسم في كرسي دوار خلف مكتبها ..
قالت بابتسامه : ايه يامها .. دا انتي ماشاء الله معندكيش وأت .
ابتسم احمد لمها المحرجة منه اكثر من الدكتورة ..قال للدكتورة : خير يادكتورة .
ابتسمت الدكتورة وعينها على نتيجة التحليل قالت : الف مبروك المدام حامل .
وقف احمد ورجع جلس ..
طالع في مها ورجع طالع في الدكتورة ..
حلم السنين تحقق ..!
حاول يضبط مشاعره المتضاربه فرح وعدم تصديق وحب لمها وحماس لمكالمة امه وعماد ..
قال : الله يبارك فيتس يادكتورة .. طيب ...! آآآآ .. مممم .. ايووه .. قولي لمها وش اللي مفروض تسويه وش مفروض ماتسويه .
ضحكت الدكتورة قالت : باين خبر الحمل فرحك أوي ..
فرحني ..؟
الا طيرني لدنيا ثانية ..
بصير اب ويملا علي حياتي ولد كنت انتظرته من سنين ..
كل شهر وانا اقول يارب وياليت ..!
والايام تمر علي بارده بدون بابا ولا يبه ..
ابتسم قال : الحمد لله رب العالمين ..
قالت الدكتورة لمها اللي فرحت لفرح احمد وحست انها باب خير عليه .. : انا هكتب لمها فيتامينات حديد تاخدهم فترة الأربع شهور الأولى .. كمان هي محتاجة راحة نفسيه وجسديه .
كان يصغي باهتمام لكلام الدكتورة قال بلهفه : طيب والمراجعات والفحص والاشياء هذي ..
قالت الدكتورة بابتسامه واسعه : ماتخافش يااستاز .. هي لازم تيجي كل شهر لمتابعة الحمل وان شاء الله كل حاجة حتبأى كويسه .. وربنا يبشرك بولد حلو زي ابوه او بنت جميله زي امها .
وقف احمد وابتسامته واسعه قال : مشكورة يادكتورة .. ان شاء نتابع عندك .
مد يده لمها وضم يدها بيده ..وهي توقف معه ..
فرحان كلمة قليله على احساسه ..
قال لها بلهفة وهم يطلعون من عند الدكتورة : تقدرين تمشين ولا اجيب لتس كرسي .
ضحكت مها قالت : بسم الله عليّ الا اقدر امشي .. اصلاً ماني مصدقه ..مااحس بشي .
قاطعها : لاتصدقين اهم شي اني انا مصدق .. تعالي مع المصعد بدال الدرج .. من اليوم ورايح تنتبهين له ابي يجي بعد تسعه شهور وهو بخير .
طالعت فيه بضحكه وكمل : وامه بعد ابيها بخير ..
نزلوا من المصعد وراحوا للسيارة .. واول ماصك بابه طلع جواله وهي تقول : تكفى احمد لاتقول لاحد ترى موب زين نعلم في الحمل بدري .


ضحك قال : مهبوله انتي .. ماني معلم الا امي وعماد ان مافرحتهم فرحتي ماتتم.
: طيب تسمح لي اقول لامي .
: ايه ياقلبي قولي لامتس بس حرصي عليها ماتعلم احد .
دق على رقم بيت نايف وردت عليه ام نايف .. سلم عليها وطلب منها تعطيه امه ..
وصله صوت امه بهلا ومسهلا ..
قال : هلا والله بهالصوت وراعيته ... وشلونتس اليوم .
: طيبه ياولدي دامني اسمعك وادري انك بخير .
ابتسم احمد قال : وش ابشرتس ..؟
: الله يبشرك باللي يسرك وش تبشرني به ...؟
: مها حامل .
سكتت ثواني طغى فيها الفرح على كل الكلام ..
قال : يمه توني طالع من المستشفى حللت وطلعت حامل ... قلت افرحتس معي .
اخذت نفس عميق وعيونها تنذر بدموع الفرح ولاشيء غير الفرح ..
قالت : الحمد والشكر لله الحمد والشكر لله الحمد والشكر لله .. صل ياوليدي ركعتين شكر لربك اللي ماخيبك ورزقك ببنت الرجال الودود الولود .
رد عليها احمد بفرح وارتياح قال : يستاهل الحمد والشكر .
قفل من امه وهي تختم مكالمتها له بالدعوات الصالحه اللي اعتاد يسمعها منها ثم دق على عماد ..
عماد البائس الحزين في الغربة ..
مارد ...!!
ومااستغرب احمد ..!!
ارسل له رساله ..(ابشرك ان عماد جاي في الطريق ... وبتصير خاله بعد تسعه شهور ان كتب ربي )
ضغط ارسال وهو يوقف عند بيته ..
قال لمها اللي سرحت بايامها الجاية : مهوي انزلي وانتبهي على ولدي .
نزلت مها وهي تضحك ..
فتح الباب ودخل رجله اليمين قالبفرح وضحكه : بسم الله ولجنا وبسم الله خرجنا وعلى ربنا توكلنا .. كمل وهو يطالع فيها : باليمين لاتدخلين الشياطين معتس .
زاد ضحك مها قالت : احمد تعوذ من الشيطان وادخل توضى وصل ركعتين زي ماقالت عمتي .
قال : زين بس ابيتس ترتاحين ولاتسوين شي ومن بكرة عندتس خدامه ..
بسرعة قالت : لاااا خدامه لااا .. احمد تكفى والله ماراح اتعب نفسي بس خدامه لاا ماابيها في بيتي وانا اصلاً ماعندي شغل .
رد احمد محتج : انا ابيتس ترتاحين ..
ابتسمت وهي تنزل شرابها الاسود قالت :مقاطعته : الحين موب يقولون راحة الحامل النفسيه اهم شي .
رد عليها احمد بجديه واهتمام : الا يقولون .
وقفت وجات تمشي عنده قالت : وانا ماارتاح الا وانا اخدمك ومحد يشاركنا بيتنا .
سلم احمد على جبينها وشالها بين يدينه وهو يقول : من اليوم ورايح الدرج هذا ماتطلعين معه الا وانا اشيلتس .. فاهمه ..
غمضت بعيونها منحرجه منه .. وقرب وجهه منها قال : ردي عليّ قولي فاااهمه وعلى امرك .
ردت وهي مغمضة عيونها : طيب اللي تبيه وتامر فيه .
دخلها الغرفه ومددها على السرير وجلس بجنبها قال : شفتي الشهر هذا يامها اللي عدى عليّ معتس .
قالت باهتمام : ايه .
: هذا لحاله عن الاربع سنين اللي قضيتها مع ...
قاطعته مها بحده : احمد ..
: لبيه .
: تكفى طلبتك تنساها ولاعاد تفكر في ايامك معها .. انا ابيك لي لحالي حتى بتفكيرك .
وقف احمد وهو يضحك بفرح قال : انا بروح اصلي واشكر ربي لايشغلني كلامتس عنه .
ابتسمت له برضا قالت : وانا بعد بقوم اصلي له شكر عليك وعلى اللي رزقنا به .
وقفها وهو يقول : تقومين بشويش .. تمشين بشويش وتتحركين بشويش .. طالع في وجهها وكمل : وتتكلمين بشويش حتى ماتزعجينه .
ضحكت بفرح يشبه فرح احمد ودخلت توضأت ثم صلت وراه ركعتين تشاركوا فيها شكر الله وحمده على الاستقرار والمحبه والسعادة اللي هم فيها .


***



مرت الأيام ..
بأحزانها عليهم ..
هو ..!
مبعد من اجلها ..
ويسعى من اجلها ..
ويبكي من اجلها ..
ويدعي من اجلها ..
وهي تبكي فراقه
وتشكي غيابه ..
وتتوجد على حالها بدونه
كل ماتشرق شمس يومٍ جديد تأمل وتحلم وتتمنى
واذا غربت غربت معها الأماني وابتدا ليل السهر باكي وشاكي ..
شهر ثاني
وشهر ثالث ..
انتهت الاختبارات .. النهائية ..
منال منشغله بالتجهيز لزواجها بمساعدة سارة وامها وحنان المتجمعين في شقة فهد الجديدة واللي اثثها هو وسارة على ذوقهم ..
قالت حنان لسارة وهي تحط السفرة للعشاء : تكفين سارة دقي على شادن خليها تجي تسهر وتستانس عندنا الليلة ... ياويل قلبي عليها كل ماذكرت حالها وشكلها ..
جلس فهد ببنطلون ابيض وفنيله قطنيه اعتاد على لبسها في البيت قال : صحيح وشلونها امس يوم جيتوها .
ردت ام فهد بغصة : تقطع القلب وانا امك مهب البنت اللي نعرفها ..
قالت حنان معقبه : صادقه امي .. والله اني يوم شفتها بغيت ابكي .. ساااكته ونحفااانه ومهمله شكلها و..
قاطعتها منال وهي تحط يدها على صدرها : يابعد قلبي ياشادن اشوا اني مارحت معكم ولاشفتها .
سكت فهد دقايق وتذكر كلام عماد له في آخر مكالمة لمن سأله فهد عن الرساله " اذا ربي لي كتب لي عمر انسى الرساله لكن ان ماكتب تراها وصيتك انت "
وتذكر لمن حاول يجادله ويفهم وش قصده بكلامه بت عماد في انهاء الموضوع وانهى المكالمة ..
قال لسارة : سارة روحي جيبي لي تلفوني .
ردت سارة بهمس وهي عاضة على اسنانها : طيب انت كيف جالس بملابسك هذي عند اهلك .
قالت حنان اللي سمعتهم وضحكت : هههههههههه سارة ياقلبي لاتحاولين هذي علامة الجودة للسعوديين في بيوتهم ..
التفتت سارة عليها وقالت محتجه : يااختي اشتريت له بنفسي بيجامات قطنيه ومريحه ومارضى يلبسها .
قال فهد : قومي قومي جيبي الجوال خلي البيجامات اللي تبيني البسها .
جابت سارة الجوال ومدته عليه وهو ضغط على رقم نايف قال : هلااا بالعريس وش اخبارك يقولون انك بديت تعد الساعات ..
ضحك نايف قال : ايواااااه تعبني العد بس اش رايك نقدم الزواج لبكرة وتريحني من العد والانتظار .
: موب صاحي انت اعقل اعقل بس لاارد منال للديرة ونأجل العرس للسنه الجاية كود انك تعقل وتركد .
قالت ام فهد : علم نايف يجيب امه وخالتي وشادن يجون يسهرون عندنا .
اصغى فهد لنايف اللي يقول : يارجال فكني لايسمعك عمي ثم يوافقك ..ياهو يحب ينغص عليّ ..
قال فهد : اقول نايف .. هات شادن عند البنات منال تبي تشوفها ..
قالت له امه محرصة : وامه وخالتي وامه وخالتي .
قال نايف باستهبال : ماتبي تشوفني انا كمان .
: اقول ضف وجهك بس .. هات شادن واذا تقدر بعد هات امك والعجوز .
: عجوز في عينك .. هذي زينة البنات الله يحميها ويخليها لنا ..
: اقوووووووول تبي تيجيبهم بس ولا لا خل زينة البنات ..
رد نايف وهو يضحك : لاوالله مااقدر اجيبهم انا الحين في شرق جده وماراح ارجع للبيت الا بعد 12 .
: طيب تبيني اجي آخذهم انا .
رد نايف بصوت متأثر فيه نبرة حزن : لا تتعب نفسك ولا شي جدتي نايمه وامي ماتقدر تخليها لوحدها وشادن ماراح تجي اذا السوق مانزلت له تقول مالي نفس وامي هي اللي نزلت عنها واشترت لها اغراضها .
وقف فهد وابتعد عن جلستهم حول السفرة واشر لسارة انه بيجي بعد دقايق قال بصوت واطي لنايف : نايف وش سالفة عماد واختك .. بينهم شي .. عماد فيه شي ..؟
رد نايف بصدق وحيرة : علمي علمك يافهد .. انا اشوف واذا سألت محد يعطيني جواب .
شد فهد شعره بقلق قال : ماادري انا شاك ان ابومشعل فيه شي لايكون مريض ولا متورط بشي ...
قاطعه نايف : اعوذ بالله منك انت وكلامك ياشيخ قول ...
سكت وهو يتذكر المستشفى وحال عماد فيه قال : هاااا ..؟ الله يستر الله يستر .. فهد انا مضطر اقفل الحين .
: زين زين اشوفك على خير .
: مع السلامه .
قفل من نايف بحيرة وقلق ورجع للسفره قال لسارة : جيبي لي كاسة شاهي في المجلس موب مشتهي عشا .
وقفت سارة ببيالة شاهي ولحقته للمجلس قالت : حبيبي اش فيه ..؟
التفت عليها فهد وابتسم قال : صكي الباب وتعالي دام فيها حبيبي .
فتحت عيونها قالت : لاوالله ..؟ من جدك .. امسك امسك الشاهي لااتفشل بخالتي الحين .
مسكها بيدها واخذ الكاسة منها بيده الثانيه نزلها على الطاولة قال : ماعاد ابي شاهي .
قالت بضحكه : اجل اش تبغى ...؟
رد فهد الباب وهو يقول : من يوم جونا اهلي وانتي لاصقة فيهم جلسات وسهرات واسواق ومااشوفتس الا آخر الليل وتعبانه .
ضمها على صدره وهي تقول : فهد والله عيب احد يدخل علينا .. فهد خلاص اول ماتنام خالتي وعد وعد اجي اسهر معاك ..
رفعها من على صدره قال : وعد ..؟
: قلت لك وعد .
قرب منها بسرعه وباسها على شفتها قال : افراج .. روحي وساعة بالكثير الاقيتس في الغرفه .
فتحت عيونها قالت : ساعه ..؟
قال منهي الموضوع : سااااعه ومافيه غيرها ولا ترى بفشلتس صدق .
عضت على شفتها مبتسمه قال : حاااضر ساعه واكون عندك .
طلعت بسرعه من عنده واخذ كاسة الشاهي وشغل التلفزيون وجلس ..
رجع تفكيره حول عماد وشادن والوصيه ..!
وماطلع بنتيجه ...
آثر انه يشوف مباراة اوروبية ويحصر كل تركيزه فيها ..




***



كان يمشي في الشارع ..
ثلاثه شهور مرت عليه من اصعب ايام حياته ..
لحيته تطلع اسبوع اسبوعين بدون مايهتم فيها ويحلقها ..
عيونه ذبلت من السهر والأرق ..
وشكله دايماً مجهد ..
شات علبة عصير على الارض بدون تركيز ..
وانتبه لصرخة حرمة سبته بلهجة عربية بـ " اليل ادب "
التفت عليها وفي يدها بنت صغيره تشبه شهد
اشتاق لشهد
يقولون تبكي عليه ومفتقدته ..
اشتاق لدلالها وكلامها وزعلها ودلعها
وماانتبه لنفسه الا وهو يضم الطفله الصغيره اللي تناثر العصير على فستانها الابيض القصير .
منع دمعة حنينه وشوقه لاتنزل ..
ووقف واعتذر من الحرمه بلغه عربيه افتقدها هنا .. : انا آسف اختي ماشفتكم ..
ابتسمت المرأة الشابه بعد ماشافته يضم بنتها وتحسب انه حب البنت وندم على حركته ...
ماتدري ان قلبه مو حولها هي وبنتها ..
قالت : حصل خير اخي .. انا ياللي عم بتأسف منك ماكنت بئصد .
حركت شنطتها القماش الطبيرة وفاح ريح عطرها واهتز قلبه واختلت شرايينه
عطرها ..!
وش هالصدف اللي تردهم لي في صدفة وحده ..
شد على شعره وهو يحس بأوردته بتنفجر من شدة توتره او هيجان الشوق بداخله ..
غمض عيونه يتذكر اسم العطر ..
قالته له بيوم ..
بس نسى ..!
صد عن الحرمه اللي ماركز في ملامحها ولا تفاصيلها قال : لوسمحتي .
ابتسمت ووقفت فرحانه بكلمة من شاب وسيم ورجل مثير مثله ..
قال : عطرك ممكن اعرف اسمه ..؟
اتسعت ابتسامتها وطلعته بسرعه من شنطتها قالت : هيداا .. اسمو ( مس ديور ) .
تذكر تسريحتها اللي ماتفارقها هالقارورة ..
هز راسه وهو يقول بصوت منخفض : مس ديور .. مس ديور ..
مشى من عندها وجمدت يدها على العطر ثواني
قالت باحباط : ولك شو هالبشر ..؟ اكيد مجنون .
دخل الفندق وراح لغرفته ..
تخيلها على صدره ..
وضم صدره ..
وعينه تشوف صورتها
وضمت عينه الصورة ..
تخيل ضحكها
ودموعها وآهاتها
و" متى بترجع لي "
اخذ جواله وضغط على " حبيبتي "
ورن اولى وثانية
ثم وصله صوتها
: هلا .
ماقدر ينطق ويفضح صوته دموعه ..
وترك دمعه على خده وهي تسأل : من معاي .. الوو
صوتها باكي وحزين ..
مانست ..
ولاتشافت من غيابه ..
قفلت تلفونها
هي تدري وتجزم انه المتصل كون الرقم غريب ومن خارج الدولة وصاحبه ساكت ويسمعها ..
وهو يدري انها ماردت الا لأنها مشتاقه تسمعه ..



***


ليلة زواج صاخبة ..
فرح ورقص ..
حاولت فيها جاهدة انها تظهر بمظهر اخت العريس ..
بفرحتها وفستانها ومكياجها وابتسامتها شبه الميته ..
همست امها في اذنها : قومي ارقصي وافرحي بنايف لاتخلين الحزن ينتصر عليك في هالليلة ..
دخلت فوزية المهتمه بأمر الزواج وكانه زواج اخوها ولا ولدها ..
قالت لشادن : نورة وبناتها وصلوا .
قامت شادن بتستقبلهم وهي تمشي بهدوء من التعب النفسي اللي اثقل حركتها والحزن اللي قيد رجولها واهتماماتها ..
سلمت عليها نورة ودمعتها في عينها قالت : اثري امي وعماد صادقين انك تعبانه .. هذي اكيد عين اللي سوت فيك كذا ياقلبي .
ربتت على كتف عمتها اللي ماشافتها الا ايام زوجها وبابتسامه ميته قالت : الحمد لله على سلامتك ..
راحت تسلم على ايناس وريماس .. وتلتهي عن سيرته ..
مرت الليلة على الكل بفرح ..
حتى ام ناصر قامت ورقصت ..
لمنال ونايف ..
وهي يرقص الحزن بقلبها ويزيده حنين ..
انطوت صفحة ..
وابتدت صفحة ..
ودع نايف العزوبية وهم يزفونه لمنال اللي رفضت تطلع من غرفتها المخصصه لها في القاعه ..
وشجعتها امها على عدم الزفه ..
قالت لعمتها نورة وهي لابسه عبايتها : عمتي طلعي العيال بالله بندخل انا وامي نسلم عليهم .
ردت نورة عليها بحنان وهي تشوف هذا حالها : ابشري ياقلبي الحين اطلعه ..
محد يبي يكدر خاطرها والكل يسعى لاسعادها واللي تبيه يصير عل وعسى انها تستانس .
يبون منها ابتسامه صادقه وشوية فرح ..!
دخلت نورة على فهد ونايف وابوفهد وفواز وبندر وخالد قالت : ام المعرس بتدخل وشادن برا تقول نبي نشوف نايف .
قال فواز : اطلعوا اطلعوا خلوا شادن تجي ..
طلع فهد بسرعه ملبي رغبتها وبندر وخالد معه .
وناداها فواز : تعالي ياشادن .
دخلت تبتسم قال بمحاوله منه ادخال المرح لها عن طريق كلامه ..
: ماشاء الله ماشاء الله وش هالزين .. اكيد انتس غطيتي على الحريم كلهم ..
ابتسمت وهي تسلم عليه وتسلم على عمها ناصر بهدوء وتعب ..
والتفتت على نايف اللي لابس بشت اسود وغتره بيضا ذكرتها بلبس عماد ليلة زواجهم ..
قالت بفرحة ممزوجة بوجع ذكرى : مبروك ياعمري .
ضمها نايف بحنان وحب وخوف عليها قال : الله يبارك فيك .. عقبال مااشوف ولدك مكاني وانتي بنفسك تزفينه .
ولدي ..!
ولدي من من ..؟
اذا مو من عماد ماابغاه يانايف ..
صدت عنه وطالعت في منال اللي ترتجف من يد نايف اللي حوطت اكتافها ..بفستانها الكبير ومكياجها اللي غيرها وابرز جمال عيونها وشعرها الفتوح لنص فخذها ومرفوع جزء منه فوق وملفلفه بإتقان ..
باركت لمنال ومسكها فواز وهو يقول :تعالي ابيتس .
قالت متحاشية أي كلام عنه وعن سيرته ..
والواضح ان فواز راح يسالها اسئله ماتحبها ولاتحب الخوض فيها : امي بتدخل تسلم عليهم .
طلع ناصر وهويقول : الحقني يافواز خل الحرمه تشوف ولدها ..
رد فواز ويده تشد على معصم شادن النحيل : جاي وراك .
قرب من شادن وهمس لها : شادن وانا عمتس اللي يشوفتس يقول رجالها ميت موب مسافر ايام ويرجع .
طالعت فيه بحيرة واحباط ..
ويرجع ..!
ويرجع ..!
ويرجع ..!
كررتها في ذهنها حتى تستوعب
قالت تبيه يأكد لها : يرجع ..؟
قال فواز : هاااا ..؟ ايه يرجع .. ليه مايرجع .. ان شاء الله انه بيرجع بس يقول انه بيطول .. هو قايل لتس شي ...؟
هزت راسها بلا وانسحبت من مكانها ..
قالت نورة : ابوناصر ام نايف بتدخل ..
طلع فواز بسرعه وهو يقول : خلوها تدخل انا طلعت .
دخلت ام نايف بدموع الفرح .. وام فهد وراها .
سلمت على نايف اللي حضنها وسلم على راسها وباركت له .
قال : يمه لااوصيك على شادن ترى حالها الليلة مو عاجبني وجهها اصفر وعيونها ...
قالت امه بمحاولة منها انها تريح قلبه ولاتشيله هم احد : ياعمري لاتشيل هم هي اليومين هذي احسن بس تعبت من الوقفه واستقبال الناس والرقص .. انت لاتفكر الا بنفسك وعروسك .. الله يوفقكم ويسعدكم .
سلم على راسها ويدها قال : جدتي وينها لازم تجي .
ردت ام نايف : جدتك ماقدرت على السهر ورجعت للبيت مع ام مشاري وسواقها وشغالتها .
طالع في ساعته وكانت ثلاث الفجر وقرب من منال قال : اخخخخ بس لو اني في الديرة كان يمدينا مع بعض من الساعه 11 .
نزلت منال راسها اكثر وحمره خجل وارتباك تكتسح جسدها ووجهها ..
قالت ام فهد بصوت مخنوق : نايف ياولدي ترى منال امانة عندك .
ابتسم نايف لام فهد قال : لاتوصين حريص ياعمتي منال قبل ماتصير زوجتي بنت عمي راح اشيلها في عيوني ..
التفت لفوزية قال : يالله عمتي لبسيها عبايتها ولا تبونها تطلع كذا .
قالت فوزية : باقي تصوير .
رد نايف بضيق وعصبيه : تصوير ايش اللي باقي لها ساعتين تصور ولسه ماخلصت ..؟
التفت لمنال اللي ارتعبت .. وماتبي تعيد حركات التصوير ولمسات نايف وقربه منها ..
قال وهو يكتشف كذب فوزية من ضحكها : فكونا بس الحين منال بيغمى عليها ..
ضحكت فوزية مع نايف وهي تقول : امززززح منال وش دعوة بغيتي تموتين .. الا وش رايكم ادخل عزيز واتصور انا وياه من جديد .
ابتسمت منال وفوزية تلبسها عبايتها ..
قال نايف : انا بطلع اشوف العيال وانتي ياعمتي خرجيها برا . . ثم تصوروا ارقصوا تذابحوا سووا اللي تبونه بس اهم شي اخرج انا وحرمتي .
طلع نايف يشوف وين وقف فهد السيارة ..
ولبست منال عبايتها بمساعدة فوزية وام نايف وهي ترتجف ..
همست لها ام نايف قالت : سميتي وحصنتي نفسك يابنتي .
هزت راسها بإيه وهي عاجزة عن نطق الكلام من الخجل ..




***




يوم ثاني ..!
البيت خالي من وجود نايف اللي يبثه حياة بعد ماسافر لماليزيا قبل ساعتين ..
نزلت تحت بقميص قطني طويل واكمامه قصيره ..
وشافت امها وجدتها جالسين يسولفون كالعادة ..
قالت : وين عماتي لسه نايمين ..؟
ردت امها وهي تمد عليها كاسة حليب : ايوه لسه .. انتي مانمتي كويس عيونك تعبانه ..
مسدت وجهها قالت : لامانمت الا ساعتين ... كل ماغفت عيني حلمت بكوابيس وصحيت .
قالت جدتها : ترى احمد ومها كلموا الصبح ويسلمون عليتس .
ردت بهدوء : الله يسلمهم كيفهم وكيف حمل مها ..؟
: ماعليهم طيبين ومرتاحين وحملها يقول زين والدكتورة تطمنهم .
دخلت فوزية بعيون كلها نوم قالت : شادن بالله روحي شوفي شهد اقنعيها تصحى تراها تسمع منك .
صدت بدون ماتتكلم ..
من يوم جات فوزية عندهم وهي تحاول تتحاشى شهد حتى ماتبكي قدامهم ..
شهد روح عماد ..
وعماد دمعتها وجرحها ..
وقفت بتعب مضطرة انها تلبي طلب عمتها ..
قالت ام ناصر اللي تدري وش يضايق شادن ويزيد همومها : والله ماتقوم .. شادن تعبانه من البارح مارقدت .. قومي انتي اللي راقده للظهر .
وقفت فوزية قالت : انا عادي اروح بس هي صاحية وتقول ماابي انزل زعلانه لنا كذبنا عليها وقلنا لها عماد بيحضر زواج نايف .
سكتت شادن من اثر الغصه اللي بحلقها .. وجلست ..
قبل ماتقوم فوزية دق التلفون وردت عليه ام نايف وكان فهد ..
سلم عليها وسألها عن حالها وطلبها فوزية ..
ردت عليه فوزية بـ : هلا فهد .
: هلا بتس فوزية .. اسمعي انا برا ومشغول بس اليوم انتي وجدتي وعمتي نورة وام نايف وشادن معزومين على العشا عندي .
قالت فوزية : ياخي ماله داعي ..
رد فهد مقاطعها : انا خلاص اشتريت الذبايح واتفقت مع المطبخ يعني ماعاد فيها لا وماله داعي علمي جدتي وتعالوا من عصر .. اسمعي هاتي شادن غصب لاتخلونها لحالها عماد موصيني عليها .
ردت فوزية بحده وعتب : ياخي عمااااااد هذا وينه ..؟ وهو اللي يوصي عليها .. ليه مايكلمها ويطيب خاطرها طيب ..
مااحتملت تسمع كلام عمتها وقامت طلعت فوق ..
تحاول تجري وتتعثر بخطوتها المرتبكه ..
تدري بوجعه وهمه
وماتبي الا تشاركه فيه
لاهي عتبانه ولا هي لايمه ..
دخلت غرفتها وسكرت عليها ..
وتمددت على سريرها بجسد خاوي وعيون فارغه الا من حزن ..
تحسفت فوزية على كلامها قالت : اووووف ليتني ماتكلمت ..
قاطعها فهد : وش فيها ..؟
: راحت لغرفتها .
: اوووووف الله يهديتس انتي وذا اللسان ... روحي لها ولاخلي عمتي نورة تحاول معها .
: طيب طيب .
: يالله مع السلامه .
: بحفظ الله .
طلعت فوزية ودقت عليها باب غرفتها ومالقت منها اجابة او ردة فعل ..
وراحت للغرفه اللي تشارك نورة وبناتها فيها ..
دخلت عليهم قالت لنورة اللي صحت وتصحي ايناس ..
نورة : روحي لشادن حاولي تسولفين معها وتقنعينها تجي معنا اليوم فهد عازمنا للعشا ويقول تعالوا من العصر .
قالت نورة : لاوالله مااقدر اكلمها .. يااختي اليوم قبل الفجر مريت من غرفتها وسمعت انينها قطع قلبي .. سمعتها تبكي وتتكلم مافهمت من كلامها شي .. وقمت دقيت على عماد مارد علي ثم ارسلت له رساله ..
قالت فوزية : انتي خربتيها مع عماد وانا خربتها مع شادن . الله يعين بس .. انا والله مااحب اتدخل بس حال شادن يحزن .
قالت نورة : ابشرك عماد ماقصر عليّ .. ارسلت له قلت حرمتك عذبت نفسها بالبكا تعال شوفها ولا احجز لها تجي عندك طالما انها ماتداوم .. وشوفي رسالته لي
فتحت جوالها قالت : يقول اتركوها ولحد يكلمها او يتعرض لها انا احل موضوعها بنفسي ..
قالت فوزية : المفروض والله محد يتدخل .. بس ثلاثه شهور وزيادة تتعذب المسكينه من جد حرام .
قامت ايناس قالت : ابشرك يمه نجحتي انتي وخالتي بامتياز في تنغيص نومتي .
ردت امها : قومي شوفي اختك صاحية من بدري و...
قاطعتها ايناس : طبعاً بتصحى مو بندر عند فهد ..؟ اكيد انها بتصير اول من يروح هناك .
ابتسمت نورة قالت : الله يهنيهم .. التفتت على فوزية وكملت : تدرين يافوزية ان بندر مبلشني يبي يملك هنا في جده وانا اقول في الديرة احسن .
قالت فوزية : يااختي وش تفرق هنا ولا في الديرة .
ردت نورة : انا قلت له يسوي الفحص وبنودي ريماس بكرة تسويه هي بعد . المشكله ابوها في مكه ماادري متى يجي .
: حبيبتي اذا بندر وابوه كلموه بيجي اكيد انتي بس لاتعقدين الامور .
: الله يبارك لهم .
مر اليوم وفوزية ونورة ملتهين مع بعض ..
وام نايف وام ناصر اعتادوا على الجلسه مع بعض واعتادوا على وجودها اغلب وقتها في غرفتها ..
والعصر كانوا كلهم في بيت فهد بعد رفض شادن المُلِّح انها تروح لجمعه وناس وفضلت انها تختلي بنفسها وهمومها ..
وبعد صلاة المغرب ..
كانت جالسه على سجادتها تسبح وتستغفر .
سمعت صوت الجرس ورجعت لها الشغاله بعد دقايق وفي يدها ظرف اصفر كبير ومختوم ... ومكتوب عليه اسم فايز مدير شركة عماد .وعليه ورقة نوتة صغيره لونها اصفر مكتوب عليها بخط اليد
" يصل الى يد حرم عماد مشعل ال.. "
ارتجف جسدها واهتز قلبها
وفتحت الظرف بيدين ترتعش ..!



***


فصلُ النهاية









~~ ملامحي كانت حزن ~~






ماضٍ انتهى بأمس
وحاضرٌ هو اللحظة ..
ولحظةُ الآن سيبدأ منها غداً ..!!
وياغدٍ عجِّل ..
قد اضناني امس
وأنكهني وجعاً ووجداً ..
قرّح مقلتي وأثقل صدي بالمخاوف والهموم ..
عجل ياغدي مصطحباً فرحي مع شمس شروقك
ولتأفل كل ذكرياتي الباكية ..
الآن الآن قد تبخر حزني لماضٍ
للمحة
لذكرى سوداء
سأسدل عليها الستار ..
وليبدأ الحلم مختلفاً
نقياً لاتشوبه رائحة موتٍ وفقد ..
الوانه كألوان الطيف وقوس قزح ..





***


مابين ظلمة ونور
واغماءة واستفاقه
وحلم وواقع ..
كان قلبها يخفق بوجل ..
ورعشة يدينها هزت الأوراق وبعثرت بعضها على الأرض ..
وأوهامها وتخيلاتها تنقلها من حلم جميل لكابوس كئيب ..
ورقة طلاقي ..؟
وصيته .. !!
ولا شهادة وفاة ..!
نثرت الأوراق على الأرض من شدة ارتباكها ..
كلها تتشابه ..!
وهي اشبه بتقارير ونتائج فحوصات طبية ..
وكلها تقول شي للحين تجهله ..
مافهمت اللغة ولاتدري بمحتوى الاوراق ...
حاولت تلمها بيد مرتجفة ..
لكنها ارتجفت اكثر واهتزت الاوراق وتساقطت على الارض بمجرد مالمحت عينها خط يده في ورقة بيضا في آخر الأوراق ..!
تشجعت ومسكتها بتجلد وبقايا قوة ..
والتهمت حروفها وهي تنتفض ..
صدرت منها آهه في عز انسكاب الدمع ..
وضمت الورقة على صدرها ...
وهالمرة انتحبت بعالي صوتها ..
تبي تبكي بدون رقيب
وليه وعلامك ..؟
ووش فيها ..؟
واسئلة تستنكر دموعها ..

وكأنها لم تبكي من قبل ..!
رغم ان البكا صار عادتها من شهور ..
الا انه اليوم مختلف وهو القادر على التعبير ..
الموقف اكبر منها ..
والصدمة كانت اقوى من كل احتمالاتها ..
وصبرها ..!
وضعفها اللي ماعاد يعينها على المواجهات الصعبة ..
حاولت توقف لكن شرشفها عرقل وقوفها وتذكرت انها لازالت على سجادتها فـَخَرَّتْ ساجده ..
ملجأها وقت الفرج مثل ماكان ملجأها وقت ضيقتها ..
قامت من سجودها اللي اطالته وفكت شرشف صلاتها ..
وجمعت اوراقها المبعثرة بيدين شبه خالية قوى ..
وراحت لسريرها
ادق عليه ..
ولا انتظره يتصل ..
ليه انتظر وكل لحظات العمر تحسب علينا وتفوت ..
اخذت جوالها بسرعه ..
ودقت عليه لأول مرة من بعد ماسافر ..
مرتبكه ..!
وكل مافيها مبعثر ..
من مشاعر وتفكير وقلب لجسد وصوت ..
انسل لها صوته من خلال الجوال اللي يهتز على اذنها : ياهلا حي الله شادن .
وكأنها ماسمعت صوته من سنين ..
اختنق الصوت بداخلها..
وخانها الكلام
وفي لحظة ..!!!
سيطرت كل المشاعر ..
من حنان وشوق للهفة وفرحة اللقا ..
وصلها صوته بنبرة حانية طغت على باقي الشعور ..!
: شادن ... افاااااا تبكين وانا ناوي افرحك معي .
حاولت تجاوبه لكن البكا اسكتها..
وشعور هاللحظات ذبح الكلام بداخلها ..
سكت مصغي لبكاها ونشيجها وشهقاتها ..
ثم قال بهمس :هذا بدال ماتقولين الحمد لله على السلامه .
استخرجت الكلام من داخلها بصوت متقطع : ال حم د لله ع على سلاا متت ك عماد ..
وبذات الهمس رد عليها : الله يسلمك ويخليك لي .
: متى بترجع لي ..؟
نفس السؤال تكرره وكأن حياتها قايمة على هذا السؤال واجابته
: قريب ان شاء الله .. احسبي من اسبوعين لشهر بالكثير .
طالت الدقايق وهي تبكي وهو ساكت يصغي لكل شهقة وكل نَفَسْ ..!
صوته اثار الشوق وهيج الوله ..
مشتهية تشوفه وتسمعه اكثر
مشتهيه تمسك يده وتسلم على جبينه
مشتهية تستنشق ريحة عوده اللي تميزه عن غيره ..!
اسبوع بعيد واسبوعين ابعد
وياكثر الشهر وياطول الايام ..!
لكن ياحلو الصبر ويالذة الانتظار اذا بعده لقا ..
هو ولهان ..!
وشفقان ..
واضناه البعد والاحتياج ..
مشتهي يفرح وينام خليّ بال ..
حس ان السكوت طال ..
وتكلم على وقع صوت بكاها بصوت ثخين من هم دموعها وحالها
: عمري .. انا بقفل الحين وادق عليك مرة ثانية .. والله مااقدر اتحمل وانا اسمعك تبكين ..
هزت راسها بلا وكأنه يشوفها ويدري بهزة راسها ورفضها .
قال بصوت حنون : ودي ليا كلمتك القى شادن اللي ليا ضحكت انسى الدنيا كلها . موب اللي اذا بكت تكدرت وضاقت بي الدنيا ..
: ماراح ابكي خلاص ..
: لا ماراح توقفين اعرفك بس بخليك الحين وارجع اتصل .
غمضت على سيل الدموع وهزت راسها قال : يالله مع السلامة .
قفل وهي رافضه ومعترضه ..
كان صوته يبثها ارتياح ويحسسها بواقعيتها وان اللي شافته مو مجرد خيال وأوهام .
بكاها على صوته كان كفيل انه يخفف من ثقل همومها ..
دقايق مرت كانت فيها مواصله البكا وسكب الدموع ..
نبهها صوت المسج اللي وصل جوالها وفتحته بسرعه تدور له اثر في صندوق رسايلها ..

أنا لا شفتك بضيقة أحس اني أنا الغلطان
أعاتب نفسي بنفسي ولو ما كنت أنا الجاني
طلبتك كان لي خاطر
تبعد عنك الأحزان
فديت عيونك الحلوة
تبسم لو على شاني
تصدق بسمتك والله
تفرح خاطري الولهان

كتبت له كلمات ماتدري متى حفظتها ولا كيف وليه ..


فقدتك!!!
والزمن ما يرحم أوجاع الحزين ولا يداويها...
فقدتك!!!
وانكسر قلبي ومدري كيف تاليها...
فقدتك!!!
وانطفى فرحي من الدنيا وما فيها...
فقدتك!!!
وآآآآآآه لو تدري
حياتي كيف أقضيها...

ضمت جوالها بيدها وسندت راسها على مخدتها بعد ما دست الظرف بأوراقه تحتها ..
ثلاث ساعات قضتها من الوقت ماحست فيها
امتزجت فيها ذكراها الأليمة بلحظات حلوة قديمة وأمنيات قادمه ودموع معبره لكل احساس يخالجها ويذكرها ..!

صلت بعدها العشاء ثم نامت على بشرى الحلم وبكرة الأحلى .





***





بعد سهرة صاخبة امتدت من صلاة المغرب لما قبل الفجر ..
وبعد ماوصل جدته وام نايف لبيت نايف ..
دخل لبيته وشماغه على كتفه مرهق ونعسان ..
تسلل لسمعه صوت رقيق يترنم بأغنية لنانسي
مافيّ اعيش الا معك ..
مافي اكون الا الك ..
لون عيون غرامي ..
دخلك سديء كلامي ..

كانت ترددها بانسجام وكأنها ماتشعر بشي حولها ..
تقدم فهد خطوة لمصدر الصوت ..
المطبخ ..!
نفخ وتأفف وهو يتذكر حالها من اسبوعين وهي ماتطلع منه ..
صحيح انها صارت تعرف تطبخ وتنظف بمهارة واحسن من بداية زواجهم ..
لكنه صار آخر اهتمامتها وماعاد يشوفها الا مع اهله ولا نايمه ..
دخل للمطبخ وتأملها وهي متشبثة بفرشة التنظيف وتدعك ارضية المطبخ وتحاول تنشفها من بقايا المويه اللي عليها ..
بقميص قطني عادي .. لونه تفاحي وصدره مغلق بزرارين شفافه ..
اكمامه قصيرة وأسفله مبتل من الماء والصابون ..
التفتت عليه وجبينها ينضخ عرق وشعرها رافعته فوق بشباصة ..
قطعت اغنيتها وهي تشوفه يدخل للمطبخ ..
قالت بانفعال : فههههههد لاتدخل الأرضية ماجفت .. استنى انا اعطيك اللي تبغ......
ماعبرها ولارد عليها او انتظرها تكمل كلامها ودخل وآثار حذاءه على الأرضيه النظيفه ..
فتح الثلاجه وطلع قارورة العصير وصب له في كاسة وبخبث تعمد انه يسكب بعض القطرات منه على الأرضية ..
طالعت فيه بغيض وهي تدري انه متعمد وقاصد ..
رمت سارة المساحه على الأرض وراحت تجري لغرفتها ..
ودخلت الحمام ..
موناقصة اللي فيها حتى يجي فهد ويزيدها
من امس تعبانه والشغل والمسؤولية زادوها تعب ..وكلام نورة عمته نورة زادها وخوفها ..
اخذت لها شاور سريع وطلعت بروب الحمام والفوطة لافتها على شعرها ..
وشافته جالس على السرير مابدل ملابسه ولا شرب العصير اللي جابه معاه للغرفه ..
رفع راسه لها وماعبرته ..
ومشت بخطوات سريعه ، الانفعال واضح فيها وتجاوزته للمراية ..
جلست على الكرسي واخذت علبة البدي لوشن وجلست تدهن يدينها ورجولها منه ..
وقف فهد وجا يمشي جهتها وهي مكتظة تعب وغيض ..
سحب المنشفة من شعرها بهدوء وبسرعه سحبت المنشفه من يده .. قال : الله الله الله ... كل هالعصبيه عشان مشيت في المطبخ وانكب شوي من العصير.. خلاص روحي شوفيه الصراحه ندمت ورحت نظفته .
طالعت فيه وصدت بزعل وكمل وعلى وجهه ابتسامه : ترى مب لايق عليتس الزعل ..
قالت بجديه تتخللها ضيقة : لايق عليك انت .. كل شي يزعلك وكل شي يضايقك .. ماعندك طولة بال ولا صبر .
عقد حواجبه للهجتها واسلوبها قال وهو يمثل الصدمه : الله اكبر كل ذا فيني وانا مدري .. اقول بس لاتكثرين من الكريم هذا تراني مااحب ريحته ..
اخذت ملمع الشفاه وحطت منه على شفايفها بعصبيه وقالت : من قال لك اصلاً اني حاطه منه عشانك ..
ماقدر يمسك ضحكته وهو يشوفها تمسك معطر الجسم وترش منه على صدرها ورقبتها قال : اجل الكريم مب عشاني .. هذا اللي على شفايفتس واللي تعطرتي منه عشان من .. لايكون بتقابلين احد في الحلم ثم اهجم عليه واقتله بيديني ثم تخليني ادخل السجن ويقصون راسي ويكتبون عني بالجريدة قصاص رجل يغار على زوجته الزعلانه ..
: لاوالله تستهبل حضرتك ...
: بصراحة كنت طفشان وصرت راااايق ومبسوط ..
طالعت فيه بزعل وقبل ماتتكلم قال : اشششش لاتتكلمين تخربين جوي عليّ خاصة ان كلامتس الليلة يضيق الصدر .
حطت يدينها على وسطها قالت : ياربي حتى اعتذار ماتعرف تعتذر ..؟ ماعندك لغة اسمها آسف .
هز راسه بلا وقال: آسف على وش بالضبط ..؟
: فهد لوسمحت تراني متضايقه من المغرب ..
: من المغرب ولاتونس ها ها ها .
ناظرت فيه بقهر وصدت بوجهها عنه ..
ضحك فهد بصوت هادي ولف وجهها عليه وغنى بصوت منخفض : باين عليك اليوم زعلان مني .. حبيب قلبي قل لي وش فيك زعلان .. لايكون احد جاك وحكى شي عني .. غلطان لو صدقت والله غلطان ..
دفته عنها وقالت : محد حكى لي شي وزعلني الا انت بس كمان عمتك نورة خوفتني بكلام قالته لي ..
زم فهد شفايفه قال : بدينا سوالف الحريم وعمتك قالت لي وخالتك وامك واختك .. اذا بتفتحين لي سوالف حريم فكيني اروح انام ابرك لي .
استدركت كلامها قبل لايزعل وقالت : لاماقصدي اشتكيها عليك بس ..
شبكت اصابعها في بعض وقررت تحكي لها وتفضفض له اللي بقلبها .. : اسمعني وبعدين احكم انت .
جلس على السرير قال : تعالي وعلميني بس حطي في راستس من الحين اني لايمكن اتدخل لومدري وش يصير انتي مرتي وهي عمتي ....
قاطعته سارة وهي تجلس بجنبه قالت : مافيه شي يستدعي تدخلك اصلاً بس برتاح اذا حكيت لك .
مسك يدها قال : اجل وش السالفه ..؟
: اليوم انفتحت سيرة الحمل والعيال وانا قعدت اسولف مع عمتك نورة قلت ماابغى اجيب اولاد وقعدت تلومني تقول ليه تقولين الكلام هذا ومايجوز ..
عقدت حواجبها وكملت : ماادري فهد انا يمكن اكون على صح او غلط عمتك تقول لي روحي لطبيب نفسي تعالجي ..
صر فهد عيونه قال : وش انتي قايلة ..؟
ردت ويدينها مشبوكه في بعض قالت : قلت اني ابي بنات لأن الخوف صار على العيال اكثر من البنات وانا خايفه ....
قاطعها بحده : لام الله من لام عمتي .. الا صادقه وانتي مريضة نفسياً .. اجل واحد صايع يخليتس تفكرين التفكير هذا وتدعين ان مايجيني عيال ..
: مو مسألة صايع ..
قاطعها : الا مسألة صايع وعقدة وانتي وحده متأثرة بسالفة الفاسد اللي كان خاطبتس وبغيتي تخليني مثله ثم الحين تحسبين كل الدنيا مثل العله خالد .
: فهد انت ماتسمع عن المدرسين والبلاوي اللي تصير في المدارس ..؟ ماتسمع بالخطف اليومي للأطفال والاعتداءات عليهم ..
سند فهد براسه على السرير قال : وش تبينا نسوي .. خلاص نوقف مانجيب عيال .. توكلي على الله وشيلي الافكار هذي من راستس ولا والله لاصكتس بثانية ياسارة تعلمتس ان الله حق ..
عقدت حواجبها قالت : هاااا .. اش تصكني بوحده ثانيــ ـ ـ ... دب دب دب ... يعني تتزوج عليّ .. سوّها وشوف اش اسوي لك ..
ضربته بالخدادية الصغيرة وقبل ماتوقف زعلانه مسكها وهو يضحك ..
قال : تعالي تعالي يالخبلة .. اشهد ان عقلتس ناقص .. اجل فيه وحده عاقله تقول ماابي عيال عشان فيه بلاوي تصير في المدارس ..
لف يده حول خصرها وكمل وراسها على صدره : يعني انا لو يجني عيال بخليهم في المدرسة ولا في الشارع من دون مااكون معهم .. والمدرسة واللي يصير فيها اما لطلاب مالهم سند ولا لطلاب ماتربوا ولا لطلاب هم يرضون الشي هذا .. والمدرس ولا اللي يعتدي على الولد اكيد انه عارف ان ماوراه اهل .. لكن انا بربي ولدي اول شي في البر ...
شهقت سارة وحاولت ترفع راسها من فوق صدره بس ثبته وهو يضحك وكمل : اييييه في البر ابيه يتعلم على الشجاعه والصلابه والقوة ثم ادخله تحفيظ قرآن بإذن الله .. واكيد اني بصير معه في المدرسه اول بأول ..
رفعت نفسها هالمرة بهدوء ومامنعها وقابلت له قالت : تكفى فهد طمن قلبي تراني احس بهلع مو خوف من الحكايات هذي ..
: عارف والله اني عارف ياسارة ومحد يلومتس بس انتي بعد توكلي على الله وادعي اني ربي يستر علينا وعلى عيالنا .. مسك خذها بإصبعينه برقة وكمل : اللي للحين ماجوا .. اصبري لين يجينا عيال ثم نقول اللي نبي .
رجعت شعرها الرطب للخلف وطالعت فيه وهو يضحك وعيونه على جسمها وسكرت الروب بسرعه قالت : وجععع ، قليل ادب .
لمها عليه قال : قليل ادب هاااا .. ؟ اجل جزاء لك وردعاً لأمثالك اعلمك من هو قليل الادب صدق .
غمضت عيونها وسلمت له نفسها وهو مشتاق ..




***





يوم آخر ..
في ماليزيا ...
عريس ممتليء بالفرح ومنتشي بالسعادة ..
مايكدر صفوه وبهجته غير تفكيره في امه واخته المهمومه ..
رن جواله وبلهفة المنتظر اخذه وحطه على اذنه بعد مافتح الخط ..
: الووو .. يارجال وينك ادق عليك لي ساعه ..
رد عليه عماد بصوت رايق ويدل على انه مرتاح وعكس الايام اللي مضت : يالله حي المعرس .. بشرني وش اخبارك ..؟
ابتسم نايف بارتياح لصوت لعماد قال : ابشرك اموري تمام التمام ماناقص الا اني اتطمن على شادن .
سكت عماد ثواني قليله ثم قال : تطمن ياابو خالد ولاتشيل هم .. الامور زانت وانا برجع ومالك الا اللي يسرك انت وياها .
تلعثم الكلام في جوف نايف وحمد ربه سراً على اللي سمعه قال برضى : ابومشعل كلمت شادن .. تراها محتاجه تكلمك ..
: اقول ياابو خالد .. لاتفكر باحد وانا اخوك .. الامور كلها على ماتحب وتشتهي .. ارقد وآمن وعيش حياتك والله الله بمنول تراها تستاهل من يغليها ويدللها .
التفت نايف عليها بحب وهي تمشط شعرها وتحاول تلمه .. فستانها الغجري بألوانه البيج والزهر وشعرها المفتوح ومنسدل على كل ظهرها وأطرافه تلامس ركبها .. انوثتها المتجسده في خجلها وشكلها يفتنه لدرجة الانبهار ..
ابتسم لها نايف قال : طيب انت متى بترجع لجدة ..؟ ماني مرتاح وانا ماني عندهم .
رد عماد بسرعه : قلت لاتشيل هم فواز هناك وفهد ماقصر معهم وبندر تحطه على يمناك .. انت بس لاتشغل عمرك الا بنفسك ومرتك ويالله تامرني بشي .
: سلامتك ياابو مشعل بس تكفى لااوصيك على شادن .
: زين زييييييين يالله مع السلامه .
: بحفظ الله .
صك الجوال ووقف لمنال اللي تزيد من لمعة شفايفها وتطالع بصورتها في المراية ..
مد يده على شعرها وبعثره بحركة طفوليه وهو يقول : خليه مفتوح .. لاتلفينه الا واحنا خارجين فاهمه ولا لا ..
حطه على وجهه واستنشق ريحة الخمرية اللي هدتها اياها سارة مع مجموعة عطورات من القرشي ..
كانت تذوب في خجلها من حركاته ولمساته وكلامه الجريء لها ..
ومتعته لمن يشوفها تستحي ومرتبكه ..!
ضحك منها وقال بمرح : تبينا نشوف فلم رومانسي ولا مسرحية ولا ننام .
رفعت منال نظرها وبسرعه ردت : نتفرج على أي شي مافيني نوم الحين .
ضحك نايف بصوت عالي وسحبها من يدها للصاله وهو يقول : بحط لك فلم لستيف مارتن يونسنا ويهدي لك اعصابك .
انصاعت لكلامه وحاولت تجلس في المقعد المقابل لمقعده لكنه مااعطاها فرصه للبعد وجلسها بجنبه على نفس الكنبه وطوق جسمها بيده ولمها عليه ويده الثانية ماسكه الريموت وتدور على الفلم اللي قرر يشوفه ..!







***






سلم لي عليه ..
قول اني بسلم عليه ..
بوس لي عينيه ..
قول اني ببوس عينيه
انت ياللي بتسأل عليه ..
سلم لي عليه سلم ..
.
.
.
يوم مختلف
مولود جديد ..
بدء لحياة فيها الوان وفرح ..
اليوم عيد وعيدوا ياكل الملا ..
الساعه 7 صباحاً ..
ببيجامه لونها وردي .
على عكس ملابسها في الفترة اللي عدت واللي كانت الوانها قاتمه وكئيبة .. مثل ايامها في بعده وفراقه وخوفها عليه ..
جالسه على قناة روتانا طرب ..
فيروز وقهوته المفضله ..
الكابتشينو البيتي ..
صنع يدها وعملتها مثل مايحب هو ..
كأنه يشاركها المكان ..
والأفعال ..
جدتها وأمها للحين نايمين مو على عادتهم
بس سهرتهم في زواج نايف والبارحه عند فهد خربط لهم وضع نومهم ..
والمكان تملاه ريحة القهوة وفيروز وأحلامها
ضمت رجولها وسندت براسها عليهم ..
بوس لي عينيه
هو ومفتحهن عينيه ..
بوسو بخدو
طول لي عليه
فهمت علي ايه
وسلم ..
رددت مع فيروز بحالمية وانسجام ..
وداهمها صوت رنة المسج اللي وصلت لجوالها وقطعت عليها جو الأغنية ..
ارتجف قلبها قبل اطرافها وخربطة دمها ..
من عماد ..

صباح الخير ياعمري.. عسى عمرك صباح وخير
صباح الامنيات الحالمه.. والورد والمرمر

طيور القلب طارت لك .. وباقي في خفوقي طير
بيحضن حبك الخالد .. ويرعى بيتك الاخضر

من الغربه أنادي لك ..واناديلك واشوفك غير
أشوفك غير ما شفتك .. أشوفك اجمل وأكبر

وكل ما قلت اتغزّل .. يخون عيونك التعبير
أعوّد واعترف إني .. على التعبير ما أقدر

أحبك قد ما أحبك .. أحبك مالها تصوير
سوى إنك ملكتيني ..وعشتي داخلي وأكثر

تعالي نترك الدنيا .. ورانا وآخذك ونطير
تعالي رجعيني لي .. وخليني أعود اسمر

تعالي من ورى شمسي .. تعالي نترك التبرير
شموخي واحتجاجاتي .. وصرخاتي بدت تصغر

أنا عاشق اذا جيتي .. وعاشق لو بدا تقصير
على كل حال انا عاشق .. وحبّك داخلي يكبر

نسيت أقول لك انك .. عناوين الفرح والخير
وذكرت آقول لك .. اني أحبك قد ما أقدر




ضمت الجوال على صدرها ..
صباحي خير فيك انته ..
صباحي خير معك انته ..
تنهدت من اعماقها وقبل ماتفكر وش ترد عليه وصلها صوت جدتها تهلل وتكثر من ذكر الله ..
وقفت بسرعه وراحت لها
من امس وهي تعيش الفرح لوحدها وتبي من يشاركها فيه
دخلت في الغرفه المخصصة لجدتها تحت ..
قالت بابتسامه تعلن نهاية وجع كان راسم على ملامحها تجهم وكآبة : صباح الخير يالغاليه .
التفتت ام ناصر وهي تعدل طرحتها وتثبتها على شعرها المختلط لونه الاحمر ببياضه
قالت بود : يالله صبحها بالرضا والعافيه .. وشلونتس اليوم يابنيتي ..؟
تنهدت شادن وجلست بجوارها وبنفس الابتسامه قالت : انا بخير ياجدتي .. بخير وانا اسمع صوتك واشوفك متعافيه .
ابتهل قلب الجدة اللي طاف بها العمر واكثره حزن ووجل ..
قالت بلهفة فرح : الله يتم لتس يابنيتي ويجعلتس دوم بخير .. ليتس رحتي معنا لفهيدان ووسعتي صدرتس مع سارة .
: آه ياجدتي .. استانست هنا ووسعت صدري الحمد لله .
سكتت الجده مافهمت وش المقصد ..
بقلبها اسئلة ..!
لكنها آثرت تدفنها بصدرها ولاتظهرها خشية فتح الجروح وتذكيرها بشي يخرب عليها وناستها وصبحها المبروك بضحكة شادن وعودتها مثل اول ..
تمددت شادن وسندت براسها على فخذ جدتها
ومثل مانامت بحضنها في عز احزانها اشتهت تنام فيه بأوقات الفرح ..
مسحت ام ناصر على راسها وبدت تسرد لها من ذكريات الماضي ..
الزوج الراحل من دهور ..
والعيال اللي كبر والتهى بعياله ، واللي تركها ومات ، واللي سافر محتد لاجل لقمة عيشه ومستقبل عياله ..
ومابقى الا الذكريات وحكاية عمر مضت فيها لذة ومرّ ..
تحاشت انها تجيب طاري عماد حتى ماتفتح سيرة وباب يمكن يجلبون لشادن حزن ولا زعل اوذكرى ماتبيها ..!
قالت شادن بلهجة حالمه : جدتي .
: يالبيه .
: سولفي لي عن عماد لمن كان صغير .
سكتت ام ناصر ثواني .. ثم ابتسمت وقالت : علميني هو مكلمتس .
ابتسمت شادن ومسكت يد جدتها ومسدت تجاعيدها اللي احدثها العمر ..
قالت بحب : كلمني وبيجي ان شاء الله .. مو تشوفيني فرحانه ياجدتي ..
ماكان من ام ناصر الا انها تنهدت لااردياً فرح واطمئنان وبشرى سارَّة ..
قالت بصدق : يالله ياكريم لاتفرقهم من شر وكدر .. يالله انك تجمعهم وتبارك لهم وترزقهم بالذريه الصالحة ..
قطعت كلامها قبل لاتنزل الدمعه وانقذتها ام نايف وهي تدخل مصبحة وفي يدها صينية فيها براد حليب وحافظة اكل مغلقه باحكام ..
جلست شادن وهي ترد على السلام وتصبحها بمثل ماصبحتهم به ..
صبت ام نايف الحليب في الكاسات وتصاعد دخان الحليب ونشر نكهة القرفه في المكان
اخذت شادن نفس عميق قالت : يممممه قد ايش مشتهية حليب بالقرفة .. من زمان عنه .
ردت ام ناصر وهي تمتد كاستها من يد ام نايف : بلاتس موب معنا لتس شهور .. امتس كل يوم تسويه لنا مير الله يخلف عليتس يابنيتي .
اخذت شادن كاستها من امها وقالت : يوه ياجدتي اجل انا كنت عايشة الايام اللي راحت .. الحمد لله بس اني رجعت للدنيا وحسيت بالعالم ..
طالعت ام نايف في الجدة المبتهله .. قالت بحب : لااااا شدون اليوم على غير العادة .. اش الحكاية يالله اعترفي .
ردت ام ناصر بضحكه : ابشرتس ياام نايف ان رفيقها كلمها وراضاها .
ضحكت شادن وقالت : وابشركم بيجي بس يقول بعد اسبوعين ثلاثه لأن عنده شغل لازم يكمله .
قبل مايعقبون على كلامها او يعلقون التفتوا على شهد وهي تصرخ بنشوة ويدها على صدرها ..
مشتاقه تحضن شهد ..
مشتاقة لضحكتها اللي تذكرها فيه ..
وكانها ماشافتها ولاسمعتها من ايام عماد كان موجود
رغم ان شهد عندهم وتسكن معاهم من اسبوع بس شادن كانت شبه غايبة عن الدنيا
كان الحزن منحيها عن الناس والاحساس ..
وقفت وراحت لشهد اللي حطت يدها على فمها وهي تحاول تكتم ضحكتها وفرحها ..
قالت : شهودة عمري ماتبغين تضميني ..
فتحت شهد يدينها لشادن قالت : حتى انتي احبك .
ضمتها شادن قالت : ومن كمان اللي تحبينه .
: عماااااد .. عماااد كلمني وقااال احبك انتي وشادن وجدة وماما وعمتي نورة .. بس مايحب ايناس الدبه عشان تضربني والحمد لله بيجي يضربها ويكسر راسها .
ضمتها شادن اكثر قالت : اجل كلمك عماد ..؟
شهقت شهد قالت : يوووووه نسيتيني ..! عماد يقول ناديها بكلمها .
طالعت شادن في شهد بارتباك ..
جوالها بعيد ..!
عند التلفزيون في الصاله ..
واكيد دق عليه وماحصل منها رد ..
راحت تمشي قلبها يحثها وخطوتها تربكها ..
ورفعت السماعه وشهد واقفه بجنبها ..
كأنها اول مرة تكلمه
وكأنه شخص جديد عليها
والحقيقه هو حبيب طال بعده والتقاها ..
: الو .
سكت وطال سكوته ..!
ثم تنهد بعمق وقال : يالبى هالصوت وراعيته ... وشلونك يابعد قلبي ..؟
شهد .. وصوته .. وحبه .. واشتياقه ..
كلها كانت عوائق وتردها عن الكلام ..
: شادن ..
ردت بهمس اجبرته على الخروج : هلا حبيبي .
: عندك احد ..؟
: عندي شهد ..
: اهاااا عندك شهد .. وش تبي فيك .
ابتسمت ورجعت الخصله اللي ارتبكت من ارتباكها ونزلت على عيونها قالت : ماتبغى شي بس فرحانه فيك .
ووصلتها ضحكته هاديه ورنت في قاع قلبها ثم قال : والله انا اللي فرحان فيك انتي ... مايصير اجي مكان شهد لو نص دقيقه .
اربكتها ضحكته وأرهقها كلامه ..
وزاد الشوق شوق ..
البعد يخنق والقرب يخنق اكثر ..
مثل مالحزن يُبكي الفرح يُبكي ..
وكلٌ له تعابير مختلفه ..
ضمت على السماعه وبمحاولة منها حاولت تكبت الدمع وتمنع البكا ..
قالت بهمس : يصير ترجع لمكانك انت .
تنهد بعمق ووقف عن الكلام لبرهه ..
قال بعدها : شادن خلاص بعدين اكلمك بس الله الله بحرمتي ابي يوم ارجع القاها ازين من اول ..فاهمه ..
هزت راسها بإيه وهي تبتسم ..
قال بهدوء : يالله اسلم عليك .
قفلت منه وكلامها مختفي او بالأحرى ضايع ...!
والتفتت على شهد المحبطه بجنبها وهي تقول : ياربيييييي انتي ماتعرفين تتكلمين مع عماد هاتي هاتي خليني اكلمه عشان اخليه يجي بسرعه غصباً عنه .
ضمتها شادن وباستها من بين عيونها قالت : الحين مشغول بس راح يكلم مرة ثانية واخليك تكلمينه على كيفك .
مسكت يد شهد ورجعت معاها لامها وجدتها اللي اعتادوا جلسة الصباح لوحدهم ..






***

بعد ايام ..!
في جده ..!
وفي قاعة من قاعاتها ..
ليلة زواج اختها نورة ..
دخلت بفستان حوامل لونه تركواز .. مطرز على الصدر وبدون اكمام .. وعليه شال يغطي اكتافها واعلى صدرها ..
شافت العنود واقفه مع بنات في عمرها من جماعة العريس واهله .
وشهقت وحطت يدها على فمها من المنظر اللي شافته ..
كانت جالسه على الارض في آخر القاعة وتتسيد الجلسة وجزمتها بجنبها .. والبنات مقلدينها ..
جالسين بدون جزم ..
" يافشيلتنا من هالبنت "
قالته نوف وهي تحث خطاها متوجهه لمكان العنود ..
وقفت قريب منها ونادتها بصوت هادي .. : العنود ..
ماردت عليها العنود لأنها كانت مصغية لسالفة وحده من البنات وتدقق في لهجتها بذكاء ..
كررت نوف نداها لها .. : العنود .. بنت .. عنوووود .
رفعت راسها واول ماشافت نوف فتحت عيونها قالت بصوت عالي : جا رجل نورة ..؟
ردت نوف بهدوء محاولة منها انها تملك اعصابها : لا ماجاء انتي ليش منزلة جزمتتس ..؟
عقدت العنود حواجبها قالت بصوت هامس : لاتقولين جزمتتس فضحتينا في الناس بيقولون بدو الحين عنا .. قولي جزمتك .
ردت نوف وهي تعدل شالها : عادي واذا قالوا بدو .. مهب عيب الحمد لله ..
قاطعتها ايمان قريبة محمد زوج نورة : عنود يالله نروح نُرقص .
قالت العنود : طيب بس بشرط اول شي نرقص بدون جزمة .. ثاني شي نخلي الطقاقه تغني لنا الاماكن نرقص عليها ..
ردت لينا بنت في عمرهم ومختلفه عن العنود بنعومتها ورقتها : لاااا اش الاماكن مو حقت رقص بعدين انا مااعرف ارقص بدون جزمة .
قالت العنود محاولة اقناعها : يالمهبولة الاماكن ازين اغنية في الدنيا كلها واذا رقصتي بجزمتك بتزحلقين ثم تطيحين على راسك وتصيرين متخلفه يودونك مستشفى المجانين .
أيدتها ايمان المعجبة بالعنود وعربجتها وتصرفاتها وقوة شخصيتها : ايوووه صح بعدين مانفهم ومانقدر نحضر زواجات ولانروح للملاهي ..
اضطرت لينا تسايرهم مثل ماسايرتهم قبل شوي ونزلت جزمتها في الجلسة ..
قالت وهي تدور بعيونها في القاعه : فين نودي الجزم طيب ..
اخذتها العنود وهي تقول : هاتيها اعلمك وين تحطينها ..
حذفتها تحت اقرب طاولة قالت : هنا محد(ن) باخذها .
مسكت يد ايمان ويد لينا وطلعت تمشي معهم حرة طليقة حافية القدمين .. وهي تقول : شوفوا اذا ماغنت لنا الاماكن بنخليها تغني لنا ابكي على ماجرى لي ياهلي ..
وماكان من نوف الا ان هزت راسها بقلة حيلة وراحت تدور على امها تبلغها ان نورة خلصت مكياجها وتسريحتها .






***



دخل لغرفته في الفندق وبيده اكياس كثيرة ..
هدايا وأغراض تخصه ..
رماها على السرير وفتح ازرار قميصه السكري وقبل مايخلعه التفت لجواله اللي اضاءت شاشته وصدر منه رنة تعلن قدوم رسالة ..
فتحها بسرعه وذابت كل خلاياه ..
من شادن ..

ليه لاقلت احبك
ينزرع بالقلب ورد ؟
والهجير يصير برد
واشعر بقيمة حياتي
وان هذا الحب ذاتي ...
ليه لاقلت احبك
الظلام يصير نور ؟
والغياب اللي ذبحني يموت في يد الحظور ..؟
وتولد بفمي قصيدة ريحها عطر وزهور ؟
والطيور تطير بدري وتصبح الدنيا تدور ؟
ليه لاقلت احبك
ينتهي فصل الخريف ؟
وتنتهي قصة ورق اصفر تكاثر عــالرصيف ...
ويبتدئ " فصل التلاقي " مثل مااحلم في لقاك
وتحلم انت في عناقي ...
" ياحنااااااااني "
يا أشتياقي ... واحتراقي ..
ليه لاقلت احبك
يوم احبك
ينتهي ذاك الجمود
وينصهر ذاك البرود
وتنلغي في عالمي كل الحواجز والحدود
ليه لاقلت احبك
يصبح العالم خيال
كلها بكلمة احبك
الأمل يصرخ تعال
ليه لاقلت احبك
أشعر بمعنى الجمال
ودي اعرف ياحياتي
وش إجابة هالسؤال ..؟؟


بدون تفكير وبدون هوادة وبتهور وهو المعروف بالركادة والتروي ..
ضغط زر الاتصال على اسمها ..
متلهف ومشتاق ..
والرسالة زادته وله ..
وصله صوتها مبحوح من اثر النوم ..
تنهد قبل لايقول الو ... ثم قال : ياهالصوت اللي بيذبحني ..؟
ردت عليه والابتسامه على شفاهها حيّة : هلا حبيبي .. كيفك ..؟
خلل شعره بيده اليسار ثم قال : كيفي .. ؟ اعد الايام ياشادن .
سكتت خجل لثواني قليلة ثم قالت : عماد بطلب منك طلب .
: تطلبين ..؟ انتي تامرين ماتطلبين ياشادن ..
: تسلم حبيبي .. ارسل لي صورتك على جوالي .
اربكه طلبها ..
ماقد تصور بالجوال ..
وماله صور كثيره ..
شد شعره وهو يفكر قال : المشكله جوالي مافيه صور لي .. مممم خلاص اليوم ارسلها لك الحين صعب ..
قاطعته : لاااا الحين .. صور نفسك وارسلها .. تكفى عماد لاتردني .
قهقه وهو يوقف ويجي قدام المرايه قال : والله ياشادن الشكل مايشجع اني اتصور الحين .. توني داخل من السوق وكنت ابي ابدل الا اشوف رسالتك .
قالت بغنج : عماد طلبتك ابغاها بشكلك الحين ..
عض على شفته ثم قال بدون تفكير : والله مااردك .. دقيقة بس ..
فتح كميرا جواله وصور نفسه ورجع يكلمها وهو يقول : برسلها بس امسحيها على طول تراها شينه بقوة ..
ابتسمت وعدلت جلستها في سريرها وقالت : انت ارسلها اول شي بعدين انا اقرر امسحها ولا لا .
انتظرت ثواني وهي تسمع صوت الازرار في جواله ثم قال بجديه : اجل وصل المعرس ..؟
رجعت شادن خصلتها ورى اذنها وهي تقول : ايوه وصلوا بس ماشفناهم للحين لأنهم وصلوا بعد صلاة الفجر ودخلوا ينامون وماحبينا نزعجهم .
: اهااا .. زين ملكة بندر خلاص اكدوها بكرة .
: ايوه ان شاء الله .
: الله يوفقهم .. شادن بكرة ابي الناس يقولون ماحضر ازين من حرمة عماد .. اذا تبين فلوس الحين احول لك ..
قاطعته بسرعه : لاحبيبي عندي فلوس والله ..
سكتت على صوت النغمة الخفيفة للرساله ثم استطردت : لحظة عماد .
فتحت المسج وشافت صورته ..
بقميص سكري زرايره العلوية مفتوحه وبنطلون كحلي .. لحيته خفيفه وشعره اطول مما كان عليه ..
ملامحه رغم التعب الا ان فيها حياة اكثر من قبل ..
عيونه يشع منها بريق وابتسامته تفصح عن اسنان بيضا مصفوفه تحت شنب كثيف ..
كان قلبها يرقص من رهبة الشوق ..
سمعته يتكلم من بعيد ورجعت حطت الجوال على اذنها .. : الووووو وين رحتي ..؟
ردت بهمس : وصلت الصورة .
: اهاااا اجل معذورة لو تسكتين يد روعتك ..
قاطعته بحده وبذات الهمس : عمااااد .
رد بوله : لبيه .
وبهمس قالت : اشتقت لك .. ترى مرة طولت .
: هانت ياعمر عماد .. كلها ايام وبجي اخطفك واهج عن العالم كله .
ابتسمت قالت : ياربي تعدي هالايام على خير .. طيب حبيبي انا بقفل الحين عشان انزل عند جدتي ..
: زين .. اذا فضيت اليوم كلمتك وان مادقيت عليك اعرفي اني منشغل .. اوكي ..؟
: اوكي حبيبي .
: يالله مع السلامه .
: مع السلامه .
قفل الخط ورجع يقرا رسالتها ثم دخل الحمام ياخذ له شاور ويحلق لحيته ويغير من شكله اللي مااهتم فيه من شهور ..!





***





جالس مع حنان في المقلط حق الرجال ويتصفح جريدة عكاظ
دخلت بصينية فيها عصير قالت : فهد .
رد عليها بدون مايرفع نظره : وش تبين ..؟
لهجته حاده واسلوبه دايماً جلف اذا صحى من النوم ..
نزلت كاسة العصير بجنبه وسكتت
ماحبت تتكلم وهذي اخلاقه ..
قالت حنان وهي تمتد كاسة عصير من يد سارة : سارونه لاتاخذين بخاطرك هذا فهيدان من يوم عرفناه اذا صحى من النوم بالغصب محد يكلمه .
رفع فهد نظره لها قال : الا توه عبدالله ولد خالي مكلمني ويقول انه غيران من بندر .
امتقع وجه حنان خجل قالت : وجع .. الشرهه موب عليكم على اللي جالسة معك انت وخشتك وعيونك المنفحه من النوم .
قامت بسرعه وطلعت من المقلط وفهد يبتسم من كلامها قال وهو يقلب صفحة الجريدة : هذي والله الخبله ..
اخذت سارة كاسة عصيرها ورشفت منه ثم قالت : حرام عليك ليه تحرجها .
: تستاهل وش يدخلها بيني وبينتس .
: الحين هي تدخلت ..؟
: ايه اللي يكلمتس عني معناتها تدخل ..
طالع في ساعته ثم قال : قومي قومي البسي انتي وياها خلوني انزلكم في الاستراحه واروح اجيب لي عمال ينظفون شقة عماد ..
: شقة عماد ..؟
: ايه الظاهر انه ناوي ينهي ايجارها ويسلمها لصاحبها .
لوت سارة فمها قالت باحباط : خسارة حسبته بيرجع ..!
قفل فهد الجريدة وحذفها بعيد عنه قال بحدة : وانتي وش تبين فيه يرجع ولا مايرجع .
ردت سارة عليه ببرود : اش ابغى فيه يعني ..؟ طبعا عشان شادن .
غمز لها بخبث وقال : عشان شادن ترتاح ولا خايفه ان يصير له شي ثم تصير شادن شريكتس .
نزلت عصيرها وهي تقول بعصبيه : شريكتي ..؟ اش قصدك ..؟
اخذ فهد عصيره ورشف منه قال : لو لاسمح الله صار لابو مشعل شي اكيد اني ماني مخلي بنت عمي .
وقفت سارة وطلعت من المقلط بسرعه .. ومرت من عند حنان الجالسة قدام التلفزيون ..
اول ماشافت سارة قالت : قلت لتس لاتكلمينه الحين فهيدان واعرفه اذا قفلت اخلاقه مايخلي احد الا وزعله .
طالعتها سارة وردت بعصبيه : صادقه والله ...
سكتت وهي تشوفه جاي وراهم وراحت بسرعه لغرفتها ..
صكت الباب وجلست على السرير ..
مايعرف يغثها الا اذا كانت تعبانه ولاطفشانه ..
دخل فهد وراها وشافها جالسه وراسها بين كفينها .. قال بهدوء : سارة .
وقفت قالت : فهد لوسمحت ممكن تلبس ونمشي .. تراني مو متحمله اسمع منك شي ..
مسك يدينها وابتسم قال : كل هذي غيره عليّ .. اشهد اني محظوظ .
سحبت يدينها وقالت بانفعال : لاغيره ولابطيخ .. عجل البس ويالله بنمشي .
: وانتي مابتلبسين ..؟
: انا بلبس أي شي وابغاك تنزلني عند اهلي وخذ حنان ودها للاستراحه .
: نعم ..؟ وش قلتي حضرتتس ..؟
زمت على شفايفها ثم قالت : فهد انا بروح لامي لأني تعبانه بجلس عندها للعشا واجي معاها للاستراحه .. والله مافيني اسوي شي يادوب متحمله نفسي انا واذا رحت مو حلوة اقعد والناس تشتغل ولا تتحرك وانا جالسة .
رمى نفسه على السرير واخذ جواله ودق على رقم بندر : هلا يابندر ........ تعال خذ حنان ودها للاستراحه ....... لا ماراح نجي الحين سارة تعبانه وبوديها للمستشفى بعد شوي ............ لا المستشفى مهب على طريقكم تعال يارجال اخذها ولا ارسل عمي يجي ......... تعب بسيط بس لازم اوديها تكشف ........... زين لاتبطي عجل عليّ .... مع السلامه .
التفت لسارة المنفعله من كلامه وتصرفه قال : بعد صلاة العصر باخذتس للمستشفى .
نزلت راسها بقهر قالت : مو لازم انا عارفه اش فيني ..!
: وش فيتس ..؟
طالعت فيه وصدت بزعل ووقف فهد جا يمشي عندها ..
قال بصوت هادي وفيه نبرة حانية : سارة علامتس .. احد مضايقتس غيري ..؟
هزت راسها بلا وقالت : لا محد مضايقني .. بسسس ..
: بس وشو تكلمي ..
شبكت يدينها في بعض ثم قالت بتوتر : المشكله لو اقول لك راح تزعل مني .
: لا موب زعلان بس قولي .
غمضت عيونها قالت : انا عارفة انك راح تزعل بس والله يافهد ...
: ساااارة .. اصبري .. وش السالفه ..؟
طالعت فيه ونزلت نظرها للأرض وحركتها بيدينها تدل على توترها .. قالت : ماادري .. اعتقد .. الا اكيد .. شكلي حامل .
صد عنها ونفخ بأووف معبره ورجع طالع فيها ..
زم على شفايفه ثواني ثم طالع فيها وهي مرتبكه ودمووعها تنذر بالهطول ..
تعوذ من الشيطان في نفسه ثم قال لها : وخير ياطير .. واذا حامل .. عطا ربي الحمد له والشكر .. ليش قالبتها خوف وقلق واللي يشوفتس يقول صاير لها مصيبة .
قالت والدمع يتحجر بعيونها : لاتحاول تكذب وتجاملني على حساب نفسك .. انت ماتبي عيال الحين .. نسيت كلامك ..
لف يده على كتفها ومشاها معاه للسرير قال : كلام والله مااراد .. خلاص نعترض على عطا ربي لنا .. وسعي صدرتس بس وعلميني انتي متأكدة من الحمل ولا بس تشكين ..؟
ردت وهي عاقده حواجبها : الا متأكدة قلت لامي ترسل لي جهاز اختبار الحمل امس مع الاغراض اللي ارسلتها مع السواق حقنا .
: اهاااااا ... طيب ليش ماقلتي لي قبل وانا اجيبه لتس ..؟
مسحت دموعها اللي نزلت بقفا كفوفها قالت : خفت انك تزعل وتعصب .
مسح على راسها وضمها على صدره .. قال : وش هالكلام ياسارة .. انتي زوجتي وام عيالي .. حتى لو كنا مقررين العيال عقب ثلاث سنين ربي عطانا والمفروض نفرح ونستانس ..
رفع وجها وابتسك وقال : اجل هذا اللي مضيق صدرتس يالعصلا .
دفته بخفه وابتسمت وقالت : مية مرة قلت لك لاتقول لي العصلا ..
اتسعت ابتسامة فهد قال : زين تعالي ارتاحي ..
صدت عنه بتغلي قالت : نسيت انك قبل شوي مزعلني ..؟
تمدد عل السرير وسحبها بجنبه قال : وش يردني لاازعلتس وانتي لابسة(ن) هالبجامه المغرية قدامي وتدرين اني اليومين اللي راحت ارجع من الشغل الاقيتس ياسهرانه مع امي وحنان ولا نايمه ..
طالعت في بجامتها الفوشيا وابتسمت قالت : الحين هذي اغرتك ..
رد عليها وهو يمتد جواله من فوق الكومودينو ويحوله صامت .. : ايه انا واحد لو اشوفتس بجلابية جدتي حصة انفتن وتغريني ..
روحي لحنان قولي لها اذا بندر وصل خليها تطلع له .. واذا بندر سأل عني خليها تقول له فهد نايم .
انسحبت سارة من السرير وطلعت لحنان في الصاله بلغتها كلامه ورجعت له ..




***






في عمان ..
بين الشقا والأمل وانتظار الفرح ..
جالس في الصاله ويقلب في قنوات التلفزيون
من يوم دخلت مها حياته وهو زاهد اغلب ملذات الدنيا التافهه اللي كان يستهويها
الأغاني صارت بالنسبه له ممقوته بعد ماكانت ونيسته ومتعته ..
افلام ومسلسلات استبدلها ببرامج توعوية ..
وكأنه كان مراهق وفجأة نضج ..
نزلت من فوق بوجه مشرق وجسم ممتليء من اثر الحمل ..
قال احمد وعيونه على بطنها اللي بدا يكبر : مهاوي ترى اليوم موعد المتابعة .
قالت بابتسامة هادية : ماشاء الله عليك مانسيت ..؟
: لا مانسيت وماانسى مواعيد ولدي .. صحيح ترى الشغاله بتوصل بكرة .
قطبت ملامحها لسيرة الشغاله اللي اقتنعت في وجودها بالقوة ..
ولولا ان احمد ضغط عليها ولا كان مادخلت بيتها ..
قال احمد وهو يشوفها ماعلقت : ماعليه بكرة تتعودين عليها واذا دلعتتس وحسيتي بالراحة بتقولين لي وينها عني من زمان .
هزت راسها مفضله انها ماعاد تفتح موضوع اخذ من وقتهم كثير هي تحاول تقنعه وهو يحاول يقنعها ..
قالت مغيره الموضوع : احمد ابيك تغير رقم تلفون البيت ..!
كتم الصوت وطالع فيها باهتمام قال : ليش اتصلت مرة ثانية ..؟
زمت مها شفايفها ثم قالت : ايه وطفشتني اذا سمعتني قفلت بوجههي . وتراها زودتها كم مرة بغيت ادق على امها واعلمها عليها ..
سند احمد براسه على الكنبة وهو يتذكر كلام ليلى له وبكاها .. " احمد انا احبك .. انا ابيك ومااقدر اعيش بدونك .. انا كلمت الشيخ قال تقدرين ترجعون لبعض بعقد جديد ومهر جديد .. احمد تكفى والله اني تغيرت ..."
وكلمات كثيرة نسى اغلبها لأنها ماعادت تهمه
سبحان الله .. كانت تثيره وتحسسه بأحاسيس مختلفه اذا قالت له كلمة وحده حلوة واليوم ماتهز منه شعره وكل ماسمع صوتها كل ماكرهها اكثر وكره ايامه معاها ..
صدق من قال ماتعرف قديري لين تجرب غيري ..
بس المثل انعكس على ليلى بشكل مختلف ..
احمد جرب غيرها وعرف ان قدرها ولاشي ..
انتبه ليد مها وهي تشد على كفه وتقول : احمد لاتشيل هم انا ماهمتني والله بس اذا تبي الصراحه ماابيها تكلمك ولاتسمع صوتك ولاابيك تسمع صوتها .
حرك اصبعه على انفها بدلال وقال : حبي لها الغيورة بس ... قومي قومي البسي بنروح نتمشى شوي ثم نروح بعدها للعيادة ... ومن بكرة ان شاء الله بغير الرقم ونفتك .
راحت مها تلبس ملبية امره ومطيعته وكل همها رضاه وسعادته ..






***





صحته من النوم على الساعه خمسه العصر ..
: نايف قوم ترى الساعه خمسه .. نايف .
فتح عينه وأول ماسمع خمسة فز جالس .. قال بصوت ثقيل من النوم : هاااا كم .. ؟ خمسة ..؟
ردت منال وهي تطالع بالساعه المعلقه في اعلى الجدار المقابل لها : ايه خلاص خمسة الا ربع تقريباً .
رفع اللحاف ووقف قال : عجلي البسي وقولي لامي وجدتي يجهزون عشان تروحون مع فهد انا وراي مشوار ضروري لازم الحق عليه بسرعه .
قبل مايدخل للحمام قالت منال : طيب شادن ماتبي تروح ..؟
: لااااا شادن ماتروح مع فهد .. انا ارجع لها بعد المغرب بس انتي لاتقولين لها شي .
طلعت منال لجدتها وام نايف وشافتهم جالسين كعادتهم يسولفون في الجديد والقديم .. ام ناصر مرتاحة من تعامل ام نايف الودود معاها والثانية حست البيت بوجودها صار فيه حياة اكثر واستانست معها ..
سلمت منال عليهم وشافتهم جاهزين وكل وحده عبايتها بجنبها ..
انفتح باب الفيللا ودخلت شان بعبايتها جاية من المشغل ..
وبعد ماسلمت عليهم قالت لمنال : الحين لو رحتي معاي اش بيضرك ..؟
ابتسمت منال قالت بحيا : اخوتس عيّا يقول انه خايف على شعري من عيون الكوافيرات .والحريم اللي في المشاغل ...
ضحكت شادن قالت : الله يعينك ياهالشعر على نايف ..
تأملتها امها وهي تضحك وتتكلم ..
سبحان من غير حالها ورد لها عافيتها وضحكتها ..
حمدت ربها بصمت وشكرته على النعمه والفرحه اللي رجعت لها ولبيتها بوجود نايف وحرمته وشادن وفرحها والجده اللي تحسسها ان خالد موجود وقريب منها ..
نزل نايف من فوق بثوبه الابيض وشماغه وعقاله في يده وهو يقول : يالله فهد برا اطلعوا له ..
التفت على شادن قال : شادن انتي بتروحين معاي بس انتظري نص ساعه او ساعه الا ربع بالكثير .. اوكي .
هزت راسها موافقه وقالت : اصلاً باقي لي مالبست فستاني ولا اكسسواراتي يعني شغلتك هذي جات من ربي .
قبل مايرد قالت امه باهتمام : نايف انتظر لاتروح الا بعد ماتاكل شي .
طالع في منال بحب قال : انا عادي ماكل قبل انام المهم منول لازم تتغدى لأنها مااكلت معاي الصباح .
التفت لامه وجدته قال : الحيا بيذبحها بس انتبهوا لها .
نزلت راسها بحرج ..
اهتمامه الواضح فيها يحرجها قدام جدتها وامه وشادن ..
وجرأته مو بس بينه وبينها الا في كل مكان وعند مين من كان .
ولو بيدها ماتقابله قدامهم ..
ردت ام ناصر بدفاع عن منال : جمال البنت في حياها وانا جدتك ..
ضحك نايف وهو يشوف حمرة خدود منال تتوهج قال : هههههههههه تعلميني ياجدتي .. يالله تأخرت .. مع السلامه ..
طلع نايف واخذت منال عباية جدتها وساعدتها على الوقوف وام نايف تلبس عبايتها وتقول : خلاص خليها عندي .. انتي روحي البسي عبايتك .
طلعت منال تجيب عبايتها وام نايف تساند ام ناصر في المشي وتطلع معها لسيارة فهد ..
لحقتهم منال والشغاله وخلا البيت الا من شادن ..
كانت في غرفتها تعدل في مكياجها ..!
لبست فستان لونه ليموني مزين بورود احجامها متفاوته بلون بألوان بنفسجية مبين الغامق والفاتح ..
موديله ناعم وقماش من الحرير .. واكمامه علاقي على شكل خيطين ممتده من الكتف لأعلى الصدر ..
لبست سلسال بتعليقه فيها قلبين مجوفة وفارغه صغيرة ..
شعرها الأسود قاصة اطرافه ومخليته كله على جنب وعامله لأطرافه فلو ناعم وبسيط ..
وفي يدها مبخرة تصاعد منها ريحة البخور الفاخر من العربية للعود وتخلل شعرها وملابسها وتشبث في بشرتها ..
لبست جزمتها العالية واخذت عبايتها وجوالها وشنطة يدها ونزلت تنتظر نايف تحت ..
كانت تمشي بمهل .. وخفه ..!
اذا خف هم الانسان خفت حركته وانطلق بحرية ..
واذا زادت همومه قيده وأثقلت كاهله وعرقلت حتى مشيته ..!
التفتت للباب اللي انفتح وقالت : اخيـ ــ ـ ـ ـ
وقف الكلام
وانشل الوقت ..
وابتدأ العقل يتخبط ..
هو واقع واللي تحسه صدمة ونشوة فرح ..
ولا لحظة تفكير مجنونة اولجتها في اوهام وخيالات ..
وان هذي نوع من الهلوسة نتيجة خلوة المكان ..
غمضت عيونها وتعوذت من الشيطان بقلبها وسمت بالرحمن ..
وفتحتها وهو يدنو ويقترب ..
بثوب سكري وشماغ احمر ..
حست بسواد يلف المكان وانها راح تفقد اللحظة الحلم ..!
غطت عيونها بيدها اليمين المرتعشة واللي نثرت العباية والشنطة والجوال على الارض ..
قالت بهمس : ليه ماقلتي لي انك جاي ..؟
اخترقتها ريحة عوده وحست انها تملك الأرض بكل لذاتها وشهواتها ..
في لحظة كانت يدينه تضم على يدينها ..
مشتاق والشوق انهك تعابير الإحساس ..
ولهان واللقا كان اكبر من احتمالات الكلام ..
سلم عليها والكلام لازال ضايع ..
قالت بصوت مخنوق ويقاوم البكا وهو يلثم يدينها بوجد : حرام عليك اللي تسويه فيني .. ليش ماقلتي انك جاي اليوم .
رفع عيونه لها وابتسم ولقى خيط الكلام ..
قال بحب ونظرة عيونه تتركز في عيونها اللي اضفى عليها الكحل فتنة : المهم اني جيت ولا اني ماقلت لك .
انك جيت ..
انك جيت ..
انك جيت ورجعت لي ..
خانتها الجملة وصرخت بداخلها وأبت الخروج ..
ماكان منها الا انها تطوق رقبته بيدينها وتعانقه ..
مرت دقايق حالمه ...
وحبل العشق ممدود ..
ارواحهم هايمه
وبكرة الهنا موعود ..
ضمها على صدره بقوة ولمن حس بتنهيدتها مسح على شعرها وظهرها بحنان ..
رفعت نفسها وابتسمت له بحب قالت : طمني عليك كيفك الحين .
مسك عماد كفها وضم عليه بين يدينه قال : بخير الحمد لله .. تعالي اجلسي معي شوي قبل نمشي للاستراحة خليني آخذ علومك ...
: مارحت لجدتي للحين ..؟
جلس عماد على الكنبة في الصالة وجلسها بجنبه قال : المفروض اروح لها قبل كل الناس .. بس هذا وش اسوي به اللي جابني عندك وانا مااشوف ..
أشر على صدره بيده اليمين ويده اليسار متمسكه في يدها وكأنه خايف انها تفلت منه ..
سكتت شادن ثواني ثم قالت بجديه وصوت هادي : عماد لازم تقول لي على كل شي صار معاك وبالتفصيل .
رجع خصلتها الثايرة رغم الاستشوار والمثبت خلف اذنها وقال بهدوء : خلي السوالف هذي كلها عنك لاتنكدين علينا واحنا مستانسين .
ردت بانفعال : لاعماد .. بتقول لي الحين وكل شي ومو لازم نروح مكان .
حط يده على فمها قال : اصبري .. بقول لك على كل شي بس موب الحين ..
رفعت يده عن فمها قالت بابتسامه وهي تحاول توقف : طيب بجيب لك القهوة دقايق بس .
مسك يدها وسحبها بجنبه قال : خلي القهوة عنك .. بروح اسلم على اهلي واجلس معهم شوي ثم امشي لبيتي وراي كذا شغله لازم اكملها الليلة .
: هاااا ..؟؟ بيتك ..؟ قصدك الديرة .
فتح شماغه ونسفه مرة ثانية قال : لااا وش يوديني للديرة وانتم كلكم هنا .. انا اقصد شقتي .. وترى اليومين الجاية بنشوف لنا بيت هنا في جده .
: والديرة ..؟
: الديرة نروح لها اوقات الاجازات .. وجدتي بتعيش بين بيتي وبيت نايف طالما هي مستانسة عند امك ماعاد ابيها تبعد عني .
: لاعماد مانبغى نترك الديرة .. بعدين جدتي كل شويه تقول طولت عن بيتي ويالله من يوديني ..
رد عماد بثقه : ماعليك من كلامها هذا .. انا كل يوم اكلمها وعرفت ان جلستها مع امك جايزة لها .. في بيتها لو ماانتي فيه تقضي اليوم كله لحالها وماعندها احد يهتم فيها غير الشغاله ..
وقف وكمل : المهم ياعمري .. عجلي البسي عبايتك ولاتراني سحبت عليهم وقابلتك .
اكتست ملامحها حمرة خجل ووقفت وراحت جابت عبايتها وشنطتها والجوال .
فتحت عبايتها وانتشرت ريحة عطرها مختلطة بريحة البخور .. غمض عماد عيونه لقوة تأثيرعطرها المجنون عليه ..
جلبت الذكريات الحلوة والمرة
صورتها وهي تضحك وهي تبكي ..
وايامه معاها وبدونها ..
مسك ذراعها وقال : للحين ماغيرتي عطرك هذا ..؟
بلعت ريقها وقالت بغنج : كيف اغير شي يذكرني فيك ونت تحبه ...؟
فتح عيونه على اوسع ورد عليها محذر بمزح : اقوووووول بتمشين ولا لا ..
ضحكت وقالت : بمشي بمشي خلاص .. يالله .
طلعت معاه وكأن الحلم طال ..
ماودها تصحى منه لااليوم ولابكره ولابعد عام ..






***




وفي ليلة تدون في تاريخ الذكريات الجميله ..
جَمْعَة اهل ولمة حبايب في ليلة فرح ومناسبة حلوة ..
رجعة عماد خلت الفرح افراح ..
نادى بصوت عالي قبل لايدخل قسم الحريم وعلا صوتها من بين كل الجالسين : حي هالصوت وراعيه .
رد عماد على جدته الأكثر فرح بهاللمّة : حيّيّتي يالغاليه ..
دخل للصالة بعد مادخلوا منال وحنان وسارة في غرفه بعيد عن الصاله ..
..
اما ام فهد وحليمه لبسوا عباياتهم وجلسوا في آخر الصاله ..
سلم على جدته بعناق واحتضان ..
لثم جبينها ويدينها وهي تجاهد ترد العبرة اللي غلبتها وأسقطت دمعتها ودَمَّعَت كل من حولها ..
صمد امام دمعة جدته ومسحها باطراف اصابعه وهو يقول : الله يخليتس لي ماتدرين اني مااحب اشوف دمعتتس .
: ياحياك الله وياهلا ومسهلا وياربي لك الحمد اللي ردك علي وشفتك متعافي .
: الله يسلمتس يالغاليه ..
وقف وسلم على خالاته نورة وفوزية ثم سلم على ام نايف بحرارة ..
وهي واقفه بجنبه وتطبق عبايتها ..
رد السلام على ام فهد وحليمة من بعيد وبدون مايلتفت لهم ..
وقبل مايطلع من المكان نادى شادن بصوت انيق اقرب للعالي ..
جاته تمشي بمهل مبتسمه واشرت له بشفايفها : هلا حبيبي .
ابتسم وصد عنها حتى ماينتبه له احد من الحريم ..
وقفت شادن خارج الصاله وردت الباب قال : عيديها ..
ضحكت وقالت : اش اعيد ..؟
: عيدي الكلمه اللي قلتيه وانتي جايه .
: قلت هلا .
: كمليها .
: بعدين اكملها مو هنا ..
طالع فيها وسحب الخصله المتمردة واللي ثبتتها شادن ببنسة صغيرة لأنها ازعجتها .. قال : خليها كذا احلى .
ابتسمت له ورجعتها ورى اذنها ..
قال بجدية وهو يثبت عقاله اللي اختل توازنه من سلامه على جدته : انا ترى مو مطول .. تعبان وبروح انام واريح ... تبين مني شي ..؟
: ابي سلامتك بس بكرة تجي تتغدى عندنا ..
: لا بكرة بجي افطر عندكم وآخذك معي .
اطرقت براسها للأرض وقالت بخجل : اوكي اللي تشوفه .
رفع وجهها ومسد شفايفها بطرف اصبعه قال : نلتقي بكرة ان شاء الله .
مشى من عندها ورجعت والفرح يرقص بداخلها ..
شافت سارة طالعة من الغرفه بفستان لونه فوشيا انيق وموديله بسيط قماشه من الساتان الناعم وطويل وعليه شال من التل الناعم اضطرت تلبسه عند ام ناصر وام فهد حتى ماينتقدونها ..
اول ماشافتها شادن اندفعت له بلهفه ..
استقبلتها الثانية بالحضن وضموا بعض وكل وحده تبث الثانية فرحها وسعادتها بصمت ..
اليوم شفته وكلمته حقيقه ..
ماكان حلم ياسارة ..
فرحانه برجعته ..
وانا بصير ام ياشادن ..
واحب فهد بجنون ..
وهو كل يوم يثبت لي انه يحبني ..
وقفوا فوزية وحنان عندهم قالت فوزية : يخلف الله على عيالنا مابقى لهم من الحب شي .
سحبت حنان سارة وهي تقول : حضن اخوي ..
ومسكت فوزية يد شادن وقالت : عماد للحين ماحس فيه ..
طالعت في شادن بخبث قالت : ولا لمن تأخرتوا ..
قاطعتها شادن : حرام عليك ياعمتي ماشفته الا وانا خارجة وماكملنا نص ساعه مع بعض .
التفتوا على منال وهي تكلم قالت حنان : ابصم بالعشرة انها تكلم نايف ..
رجعت طالعت في شادن قالت : ياختي قولي لاخوتس يخف على اختي تراها ماتتحمل جرأته الزايده ..
شهقت حنان ومنال تخبطها بخفه على كتفها وتقول : وانتي وش حاشرتس .. لاتتدخلين بعدين .
قالت حنان باعتراض : الله اكبر الحين هذي اختي اللي راحت من عندنا وش زينها .. شوفي شوفي ياشادن وشلون صار لها لسان وتدافع عنه .
ضحكوا من كلام حنان قالت فوزية : خلونا نروح نشوف بنات نورة وصلوا .. انا حالفه في ايناس ان سوت مكياجها مثل ريماس لاذبحها ..
انسحبوا كلهم ماعدا سارة اللي مسكت يد شادن قالت : عندي خبر بقول لك عليه .. ترى للحين ماعرف الا فهد .
فتحت شادن عيونها قالت : لاااااااا .. حااامل ..
حضنتها وباركت لها والثانية ردت عليها بعقبالك ..
انا .. ؟؟
اصير ام ... ؟؟
وعماد يصير اب ..؟؟
يارب عقبالي ..
قالته بقلبها وشدت على يد صاحبتها ولحقوا البنات لعند ريماس وايناس ..



***




وفي مجلس الرجال ..
كان جالس بين خاله ناصر وفهد ..
فهد يسأله بإلحاح عن سفرته ووش عنده والثاني اختصر كل الكلام وقال انه كان منشغل في موضوع يخص واحد من اصحابه وماقدر يرجع الين انحل الموضوع ..
لكن فهد مااقتنع ولامشت عليه الكذبه ..
قال ناصر بحدة : انت وراك اشغلت الرجال وهو تعبان ..
قال فهد : الله يخليك لي مشتاقين لابو مشعل وودنا نسولف معه ..
دخل فواز المجلس وهو يضحك وخالد مكفهرة ملامحه
قال فواز بضحكه : تدرون من شاف خالد في السوق .. ؟
رد ناصر باهتمام : من شاف ..؟
: شاف العنود بنت لافي مع حمود ومرته وشافها تأشر عليه وتقول في وسط الناس ياحمود شوف خالد ولد ناصر معنا بالسوق ..
ضحكوا كلهم من شكل خالد وهو يقلب عيونه دلالة على القرف والكره ..
كمل فواز بضحكه : عاد خالد يوم شافها ويحط رجله .. يقول فضحتني كل من في السوق سمعها وطالع فيني ..
قال فهد لخالد بضحكه : خلااااااص حطها الله في عينك .. عاد الدور عليك ياخلود وترى جدتي نفسها في بنات لافي من زمان ..
رد عليه خالد : نفسها في بنات لافي لك انت مب لي .. اصلاً انا حاجز(ن) مرتي من الحين .
: العن ابوك يالتخطيط .. ومن هذي اللي انت حاجزها من الحين الله يعينها على ماابتلاها .
طالع خالد في عبدالعزيز زوج فوزية قال : انا ابي اناسب ابو فيصل وابي منه كلمه الحين قدامكم ..
ضحك الجميع قال عماد : قصدك شهد ..؟ عز الله اخترت ياخالد وابوفيصل مهب رادك بس الكلام هذا بدري عليه .. اسمح لي ياابو فيصل .
رد عبدالعزيز بضحكة وعدم استيعاب لفكرة ان شهد تنخطب : ابد خذ راحتك ياابومشعل شهد بنتك وانت اللي تحل وتربط في امرها ..
قال عماد وخوفه ان عبدالعزيز يرتبط مع خالد بكلمة والمجلس مليان رجال ومعروف ان كلمة الرجال عهد وميثاق : ياخالد وانا اخوك سالفة ابي كلمة وخطبة من الحين صعب في الزمن هذا .. لكن ان شاء الله ان اهتميت بدروسك مثل ماوعدتني واتبعت دروب الرجال وجيت تخطب شهد وانت تستاهلها.. لك علي ان اول من يسعى لك في هالخبطة انا ..
رد فهد بضحكه قال : والله ياخالد وانا اخوك مااعتقد ان شهد بتوافق عليك عقب ماحطتك العنود في راسها بتظلي بكرة تمشي في الديرة ومن بيت لبيت وتقول "قلد صوت العنود" شفت خاااالد ولد نااااصر في السوق وشافني بغى ياكلني بعيونه وشفت عمه فواز يدفه يبيه يمشه وهو مدقر يطالع فيني .
طالع فيه خالد قال : شفتوا ان فهد هو اللي يغلط عليّ لحد يجيني يقول احترم اخوك وهذا اكبر منك ..
حاول فهد يوقف ضحكه وسكت الكل احتراماً لخالد قال نايف محاول انه يثأر لخالد من فهد : بسسس يافههههد احترم اخوك ولا ترى بعلم مشاري بخطبتك لبنت لافي .. وش اسمها ..؟
رد خالد : نوف من زين كشتها ولا خشتها ..!
قال فهد بعد نوبة ضحك : آآه لاتكفى يانايف فكني من حرمتي لاتفتح لي ملفات تحقيق ان سمعت بالسالفه هذي . عاد هي تعرف مرة حمود تقول شافتهاوماحبتها .
تكلم ناصر : بس فكونا من سيرة بنات الاجواد واستحوا على وجيهكم .. احد يدق على بندر يشوف وين راح ابطى علينا ..
رد فواز : توني كلمته يقول انه جا مع الشيخ قريب مهب بعيد .
عدل عماد جلسته وطلع جواله وفتح الرسايل وكتب رساله ارسلها ..
قال فهد : وراك متملل من الجلسه ..؟
رد على فهد وهو يرجع جواله لجيبه : تعبان وودي اروح ارتاح .. التفت على خاله ناصر اللي وقف يستقبل المأذون قال : فهد الموضوع اللي قلته لك يوم كنت مسافر انساه ولاعاد تطريه لا لي ولا لغيري .
فهم فهد انه يقصد سالفة الوصية وهز راسه بتفهم قال : ابشر .
ربت عماد على كتف فهد ووقف يسلم على المأذون ..
وطلع جواله بسرعه لصوت المسج فتحه وقراه ورجع جلس بتملل ينتظر متى يخلص المأذون العقد وبيطلع ..





***




" وصل المأذون .."
قالته ايناس وهي تزبط فستان ريماس المرتبكه ..
وشادن تقرا المسج اللي وصلها من عماد .. مع الناس وبعيد عنهم ..
( يبيـك اللي عيـونه ما قـوت تحـمل قليـل(ن) من بعـض عطفـه
يبيـك اللـي مشـى لك
أو مـشـى بـك
أو مشـى في سكتـك حـافـي .. !
يبيـك اللـي اذا شـافـك تلعـثـم بالكـلام و ينصعـب وصـفـه
يبيـك اللـي يشـوفـك شـمـس
والدنيـا ظـلام ..
و دفـتـره طافـي
.
.
.

شادن ابيك تروحين معي الحين ... وش رايك ..؟ )

رغم ان الرسالة فرَّحتها وكلامها يغسل هموم الماضي وينسيها الحزن والمرار الا ان آخرها اربكها ..
اروح الحين ..!
ولا استنى لبكرة ..!
كانت تدور الاجابة الأفضل له ولها
وفي لحظة جنون ردت عليه بسرعه بدون اطالة تفكير
من متى كان قرار العاطفه يحتاج تفكير ....؟
كتبت ( اذا جيت تمشي دق عليّ )
طالعت في ريماس اللي تهديها امها عشان خوفها ورجفتها ..
والتفتت على فوزية المشغولة بشهد ..
امها وجدتها وام فهد وحليمه وام مشاري اللي وصلت في التو مسوين جلسة حلوة والسوالف بينهم عامرة ..
سارة ومنال يسولوفون بصوت منخفض وباين ان علاقتهم ممتئلة اسرار ومحبة ..
وحنان وايناس ملتهين ببعض ومنسيتهم السوالف اللي حولهم ..
غيابها ماراح يأثر عليهم .. ويمكن غيابها الفترة الأخيرة عنهم وعدم اختلاطها فيهم خلاهم يتعودون على عدم وجودها ..!
وقفت وانسحبت للمراية ..
عدلت واضافت بعض الرتوش الخفيفه على مكياجها..
وبخت من عطرها وتأملت شكلها برضا ..
قالت بقلبها " الحمد لله اني قابلت عماد وانا كذا "
دق جوالها وبسرعه فتحت الخط ووصلها صوته بجدية وهو يقول : اطلعي لي بسرعه انتظرك برا ..
: حاضر .
: يالله سلام .
: عليكم السلام ..
اخذت شنطتها وراحت تجيب عبايتها بسرعه ..
ومرت على امها قالت لها انها بتروح مع عماد والثانية ماحاولت تبدي أي اعتراض رغم ان الحفلة ماانتصفت وان فيه ناس للحين ماوصلوا ولاشافوها ..
سلمت على راس امها وجدتها وودعتهم كلهم وطلعت له ..
كان واقف بجنب سيارته ويطالع بساعته وكأن الوقت وهو يمضي يسرق من عمره عمر ..
اول ماشافها تحرك وركب وفتح لها زر الباب وثواني قليلة كانت هي بجنبه ..!
سلمت ورد عليها ..
قال عماد : هلا وغلا بالمزيونه .. قبل شوي شهد حلفت لي انها ماشافت احد ازين منك .
ضحكت شادن بصوت واطي قالت : الله يجبر بخاطرها .. كل العالم يهاوشوني عشاني نحفت .
ابتسم عماد قال : ماعليك من احد .. قولي لهم عماد عاجبه شكلي ومايبيني الا نحيفه .
طالعت في الطريق قالت : فين رايحين ..؟
: بتعرفين بعد شوي .
: طيب نمر البيت آخذ اغراضي ..
: لامايحتاج .
سكتت وسلمت امرها لله ثم له ..
وهو بادل سكوتها بسكوت وسرح في عالمه ..
انسان جديد ..
بشوفتها ادرك معنى السعادة اللي فقده من ثلاث سنين ..
بشوفتها حس بطعم الدنيا وفرح الدنيا ..
بشوفتها بدا يبني الآمال والأحلام اللي تحطمت على مكتب الطبيب ليلة علمه بالمرض ..
التفت عليها ومسك يدها وضم عليها ..
لو الطريق ينطوي ويوصل للمكان اللي يبيه في اقل من الثواني كان ياحلو " لو" ..
تعوذ من الشيطان ومن " لو" وركز بنظره للطريق المزدحم بالسيارات ..
ليه التعابير احياناً تكون واهية امام بعض الأحاسيس ..
والصمت ابلغ وأقوى ..!!!
مشى مسافة طويلة حكت فيها مشاعرهم وترجم عناق يدينهم شيء من احاسيسهم ..
وأخيراً وقف عند المكان المبتغى ..!
فتحت فمها قالت : عمااااد .
: ماتبين تبدلين فستانك ولاناويه تنامين فيه .
ترددت بالاجابة ثم تشجعت وقالت : قلت لك امر البيت آخذ اغراضي .
فتح عماد الباب بعد ماطفى محرك السيارة قال : انزلي بس ولابتوفرين ..؟
: لاموقصدي ..!
قاطعها : اجل انزلي واشتري شي يمشيك اليوم وبكرة وبعدين ترجعين تجيبين اغراضك كلها .
نزلت ودخلت للصيرفي ميغا مول معاه ..
: ترى ساعه بالكثير بنقضيها في السوق ..
ردت عليه : لا اش ساعه عشر دقايق ولاربع ساعه ماباخذ الا لبستين ثلاث ..
هز راسه بدون كلام وهو يراقب واجهات المحلات بحيرة ..
قال : وش المحلات اللي تناسبك ..؟
دارت عيون شادن حولها في السوق واستقرت على محل لانجري قالت بعفوية : المحل هذا باخذ منه بجامتين وبعدين بدخل عند السبورات اللي هناك اخذ لبسه ولا ثنتين ونخرج بعد كذا .
هز راسه قال : زين يالله ..
شافته شادن بيدخل معاها قالت : عماد ارتاح هنا ماراح اطول .
استغرب من كلامها قال : بتدخلين لوحدك ..؟
: هاااا ايوه .. محل نسائي هذا ...
قاطعها محتج : نسائي ولا رجالي ماني مخليك تدخلين عند هذا لوحدك .. امشي بس ..
عرف انها محرجة من الملابس اللي فيه ومسك يدها قال بهمس وهو متعمد احراجها : ماتبين مساعده ..؟
هزت راسها بلا وهمست : لا شكراً كلها بجامتين اللي باخذهم .
طالعت فيه وهو يأشر على قمصان النوم والبيجامات المعروضه ويقول : وش بجاماته اللي تاخذينها من بين الاشياء هذي .. عز الله شكلي بساعدك صدق .. شوفي هذا وش رايك فيه ..؟
لاااا
مستحية ياربي ..
: وش رايك احلى الابيض ولا الوردي .. ممممم كلهم والله حلوين .. خذي الاثنين .
كان يسأل ويجاوب وهي ساكته ..
حمدت ربها ان المحل فاضي مافيه غيرهم وسلمت امرها له بعد الله من جديد وقررت تجاريه وتطيعه بكل اللي يبيه ..
قالت بحيا : خلاص انت اختار اللي يعجبك وانا باخذهم ..!
ضم على يدها وطالع في طقم قميص نوم قال : خذي هذا بعد عاجبني .
هزت راسها واخذتها بحيا واخذت ملابس اضافيه تحتاجها ..
مرت على محل سبورات واخذت لها تنورة وبنطلون جينز وثلاث بلايز وخرجت معاه والأكياس كلها في يده ..
: تبينا نتعشى هنا ولا في مكان ثاني ..
هزت اكتافها لسؤاله قالت : بكيفك .
: خلينا اجل نطلع وبنتعشى في مكان ازين من هذا .
يكفيني اني معك ..
حتى لو ناخذ عشانا ونروح لمخطط
لوناكل وجبة سريعة في السيارة
لو مااتعشى بالمرة
يكفي بس ان يدي الحين بيدك ..!!
مشت معاه منقاده ومسلمة ومستسلمة ..!
وركبوا السيارة وتوجهوا لمكان ثاني .





***





" يادافع البلا ..؟؟ ماسد نايف يوم خليتوه يشوف منال ويدخل عليها قبل لايعرسون خليتوا بندر يشوف مرته قبل لايدخل بها ..؟ العادة الشينه هذي منين جبتوها لنا الله يكفينا شركم "
التفت بندر اللي يلبس ريماس الشبكة بارتباك وحيا لأن العادة غريبة والطبع جديد والجو كله مُربك ..
قال بابتسامه : جدتي الله يخليتس لي هي خلقه مرتبكه وانتي زدتيها .
ردت ام ناصر : ياوليدي شي(ن) ماعرفناه وماادري من ورده علينا الحين انت ورى ماسويت سواة فهيدان يوم انه ماشافها غير ليلة عرسها .
قالت فوزية بضحكة وهي ترفع صوتها لسارة الواقفه مع البنات ورى الباب : فهد شالها بين يدينه قبل لايخطبها ياام ناصر موب يشوفها وهي حلاله ..
ردت ام ناصر بحجة : هين فهد يوم شالها كان يشيل له آدمي واصله الموت ويبي ينجده مهب يلبسها ويميزها ويضحك لها وهي تبوسم له ..
امتقع وجه ريماس حرج وتمنت ان جدتها ماحضرت الليلة ولادخلت عندهم ..
وماكان من بندر الا انه سكت بحرج وعيونه على الارض وابتسامته بقهر .. وبقلبه نفس اللي بقلب ريماس ..
ضحكت نورة محاولة انها تطري الجو وتهديه قالت : يمه الناس تطورت تحسبينهم مثل اول .. نورة بنت لافي جاركم ملبسها رجالها الشبكه ودخل وجلس معها ...
قاطعتها ام ناصر : رجل نورة مهب منا ولاعوايده مثل عوايدنا مير البلا اللي غير طبعه ....
قاطعتها فوزية : يمه الله يعافيك خلي العرب يفرحون نكدتي عليهم خلاص اللي صار صار والرجال دخل وشاف حرمته ..
قالت ام فهد وعبرة الفرح تخنقها : خالتي قومي معي خلينا نروح للحريم ام مشاري تسأل عنتس جايبة لتس معها عشا ..
وقفت ام ناصر من الكنب الصغير المقابل لبندر وريماس بمساعدة ام فهد قالت : الله يبارك لكم ياوليدي ويوفقكم .. خلونا نظهر عنهم حشرناهم .
فتحت فوزية عيونها وهي تطالع في نورة قالت : امي محد يقدر يفهمها ..
ضحك بندر قال : الله يخليها لنا .. يالله لوسمحتوا انتم ..
ردت حنان اللي كانت تتصور هي وشهد قالت : عمتي ترانا انطردنا ..
ضحكت فوزية قالت : ماعليه معذور يابنيدر لكن يجي لك يوم وتجي تدور رضاي .
سلمت عليهم وباركت لهم وسلم بندر على راسها قال : لاتزعلين تراتس غاليه .
: يابعد قلبي .. حتى انت غالي وماودي افارقك بس عاد زودناها ..
قالت حنان الواقفه عند الباب تنتظر عمتها : عمتي قسم اني اول مرة اعرف ان دم شهد طالع عليتس .
هزت فوزيه كتوفها بخيلاء قالت : اكيد عسل .
ردت حنان : قصدتس جامد ثقيل مايمشي ..
خبطتها فوزية وهي تصك الباب وتقول : استحي على وجهك انا عمتك موب صديقتك ..
التفت بندر لريماس و اخذ نفس عميق قال : مبروك ياعمري .
ردت بحيا وابتسامة فرح قالت : الله يبارك فيك .
: اخيراً .
شافها ساكته وابتسامتها تدل على رضاها قال : ريماس تراني بكلمك الليلة .. رقمي عندتس وتعرفينه اكيد .
هزت راسها بإيه ..
قال انا يوم ارسلت الرساله هذيك بغى قلبي يقف يوم عرفت ان ولد عمتس خطبتس ..
نزلت راسها للارض قالت : بس انا ماكنت بوافق عليه ..
سمع صوت عمته نورة قال : انا لله .. الحين هذولا ماعندهم ذوق .
ابتسمت ريماس بسعاده وقالت : امي تقول لاتطولون .
دخلت نورة قالت : يالله شفتها وشافتك .. خلاص ابوها ابلشني يقول طولوا .
وقف بندر قال : خلاص مشيت بس عمتي تراني بكلم حرمتي ..
ردت نورة باستغراب كاذب : أي حرمة ..؟
: أي حرمة بعد .. هذي اللي قدامتس ... وتكفين لاتقولين لا وتطلعين لي بأفكار جدتي حصة .
ضحكت نورة قالت : لاياقلبي هي زوجتك مانقدر نمنعكم من بعض .. فتحت جوالها وقالت : اصبر اعطيك رقمها ..
رد عليها بندر : لا لا مايحتاج رقمي عندها ...
سكت لهفوته بالكلمة ثم قال : قصدي عطيتها رقمي خلاص .. المهم انتبهوا على حرمتي ولا تراني جيت واخذتها .
قالت نورة : لا ماعليك وصها علينا مو توصينا عليها .. هذي ماخذه حقها ضعف ..
: بعدي ..
ابتسمت ريماس لبندر بخجل قال بندر : عاد يالله ماابي الشايب يزعل .. انا طالع تبون شي ..
ردت ريماس : سلامتك ..
ونورة مفتحه عيونها مستغربة جرأة بنتها قالت : سلامتك ياقلبي الله معك .
طلع بندر وضمت نورة ريماس وباركت لها وقرصتها في اذنها بخفه وهي تقول : سلامتك هاااا اش خليتي لبعد الزواج ..
سكتت ريماس ودخلوا ايناس وحنان بسرعه اللي تسأل وش قال بندر واللي تقول وريني الشبكه ..
قالت نورة بعصبيه : بنااات خلاص فكونا .. اطلعوا للعشا يالله .
طلعوا حنان وايناس وريماس بينهم تحاول تجاوب على اسئلتهم بتركيز ..






***
نزلت معاه ودخلت للهيلتون لأول مرة في حياتها ..
خطواتهم متفاوته
هي تعدها
وهو يحثها ..
المرأة دايماً تحب تستمتع بكل لحظة سعادة وتتذوقها على مهل ..
والرجل يحب يعيش كل شي ويطمح للي بعده بدون تأني ..
وصلت معاه للمطعم اللي حجز طاولة فيه تطل على البحر وهو خارج من السوق ..
سحب لها الكرسي وجلس قدامها .. وكأن اللحظات حلم لايمكن يتكرر ..!
وصل العشاء في وقت قياسي .. والجو روعه ..
الاطلالة على كورنيش جده في ليلة خميس واجازة الصيف صاخبة بالناس اللي في الخارج وحالمه بوجودهم في اعلى المطعم ومكان هادي ..
في الخارج الالعاب الناريه خلقت من السماء ليلة عرس ..
ومن الأرض بهجة بشرعيونهم تراقب السما ..
ابتسم عماد لها وهي سرحانه وعيونها بعيد يمكن للسما المضيئة ويمكن ابعد من السما ..
قال بصوت رخيم : وين راحت الشادن في الارض ولا في السما ..؟
التفتت عليه قالت : الليلة انا في السما ...
اكتفى بعيونها تعبر اكثر وألجم الكلام بداخله حتى لايشوه اللحظة ..
غالباً الرجل يخذله التعبير عن المشاعر اكثر من المرأة ..
ودايماً اذا كانت المشاعر صادقه تعجزها التعابير ..
تعانقت نظراتهم ..!
هو يحمل آثار حزنٍ بدا يطفى ..
وعيونه تقول كلام ..!
لكنه مختلف عن القديم ..
يشع منها امل ..
او ضوء للفرح ..
بس الأكيد ان العماد الليلة غير ..
كله احاسيس ومشاعر ومبتهل ..
وهي الحب واضح عليها
وعيونها تنطق عشق ..
والفرح متمكن منها لدرجة السيطرة ..
وخايفة من بكرة ومستبشرة بحضوره ووجوده معاها ..
تنهد عماد ورمى الملعقة من يده وأحدثت صوت افزعها وقال بصوت هامس : انا الليلة انتهيت ..
تلعثمت للغزل الصريح قالت : هااا ..؟ انتهيت ..
مد يده عليها قال : انتهيت على يدك .. واذا تبين الصدق انا منتهي من ليلة فستانك الابيض والحنا والكحل اللي سوا من وجهك لوحة ماانساها طول عمري بس الليلة منتهي بزيااااااااادة ..
حاولت تعترض على وصفه لها والذكرى وطاري الماضي بس مااعطاها فرصة ..
سحبها بيدها ووقف وهو يقول : قومي خلينا نمشي ..
وقفت معه وكل كلها يرتجف ..
الفرح اكبر من تحملها له ..
والسعادة اليوم حضرت كلها ..
مابقى منها شي ..
: فين بنروح ..؟
: امشي معي ولاتسألين بتشوفين الحين فين نروح ..؟
رافقت خطواتها خطواته وهي تجهل وجهتها ..
فجأة وبعد دقايق قليله لقت نفسها في جناح فخم ..
في نفس الفندق ..
دخل عماد ونزل شماغه وطاقيته ودخلهم في العقال وهي تتبعه بذهول وعيونها مابين المكان وبينه ..
خلل شعره باصابعه وهو يقفل الباب قال : كنت ناوي اجيبك بكرة .. بس للأسف طلع ماعندي صبر .. ادخلي بدلي وريحي وانا بجلس هنا اخلص بعض المكالمات لأني مضطر اقفل تلفوني الاسبوع هذا كله .
طلع بيجامة من الدولاب والتفت عليها وهي تقول بلهجة استنكار : عماااد .. متى جيت لجدة ..؟
نزل ثوبه وعلقه قال : جيت قبل الفجر ..
: ياسلام .. ليه ماقلت لي على طول .. والله اني حسبتك جاي من المطار سيدا لبيتنا .
: لا لو اني جايك على طول ماقدرت اكلمك من التعب ..
: طيب متى قلت لنايف انك جاي ..
: دقيت عليه الصبح قبل ينام وقلت له اني جيت وابيه يدبر لي شوفة حرمتي لحالها اعرفها بكاية وماابي الناس تشوفها تبكي ..
ابتسمت وهي تنزل عبايتها وطرحتها قالت : بس للأسف هالمرة خيبتك ومابكيت .
ضحك عماد قال : على ماسمعت اعتقد مابقى عندك رصيد دموع ..
: طالما انك معاي ومطمنه عليك ماعاد فيه داعي للدموع .
مسح على راسها وباس جبينها قال : ياعسى دمعتك ماتنزل الا من فرح .. زين انا بدخل لدورة المياه باخذ لي شاور سريع على قولتك واطلع اكلم العيال ..
دخل عماد للحمام وراحت هي تزيل مكياجها وبعد اقل من ربع ساعه كان خارج من الحمام المنشفه على راسه ولابس بيجامه بنطلون زيتي كاروهات وتي شيرت زيتي سادة ..
نشّف شعره قال : انا في الصاله ماراح اطول ..
هزت راسها وهي تشتت عيونها عنه بخجل ..
جلس عماد يكلم فايز بخصوص الشركه والصفقات الجديدة وبعدها كلم فهد باعتباره نائب رئيس مجلس ادارة الشركه ووصاه على الشغل وبلغه انه مايرجع له في أي شي الاللضرورة لأنه محتاج يرتاح اسبوع على الأقل ..
قبل مايدق على عمه فواز المسؤول عن فرع الشركه في المدينه شم ريحة عطرها ..
غمض عيونه يحاول يحافظ على توازن تفكيره وأفكاره ..
لكن الشوق المتواري خلف فضوله خلاه يرمي الجوال من يده ويقوم يروح لها ..
كانت عروس ..
عروس وبفرحة عروس
وهيئة عروس ..
بقميص نوم ابيص من الحرير وأطرافه على منتصف سيقانها
نزلت راسها بخجل وهو يفتح يدينه لها ..
" مشتاق ياشادن "
قاله وهو يضمها على صدره ..
ذابت كل الخلايا وتكسرت حواجز الألم والفراق على شفير تباشير الأمل ..
" ضمني اكثر "
قالته بصوت خافت ..
مايدري كيف سمعه .. من شفاهها او من عمق قلبها ..؟
المهم انها سمعها ولبَّاها ..
حضنها اكثر واستحال الحلم لحقيقه ..
وتحولت الأماني لواقع ويعيشه ..
حبيبته بين يديه ..
حبيبته على صدره ..
حلاله بدون مرض
بدون خوف
بدون حواجز خلقها القدر والنصيب ..
فاكهته اللي حرمها عليه الزمن الليلة حلٌ حلال ..






***







رغم انه مدللها ومحسسها باهميتها في حياته الا انها لازالت تصارع عشان تتأقلم على طريقة حياتهم وعاداتهم وتقاليدهم ..
لازالت غريبه عليهم .. لهجتها تحتاج تنقحها وتترجم بعض الكلمات عشان عمتها ام زوجها تفهمها .. وطريقة الاكل وسالفة الصحون والملاعق والشوك غريبه عليها ولو انها ذكية وتتأقلم بسرعه بس من داخلها تحس بالغربه عندهم ..
دخل محمد لجناحهم جاي من المسجد وطالع فيها شاردة وصوت التلفزيون مرتفع ..
اخذ الريموت وقصر الصوت قال : نورة .. نوارتي .. نوووورة .
التفتت عليه قالت : هلا .
: اشبك كده شاردة ومو في الدنيا .
: هااا ..؟ ولا شي .. بس افكر في موضوع الجامعه تبيني اقدم ولا لا .
سكت محمد دقايق ثم قال : اذا تبغي تكملي دراسة مو من حقي امنعك بس انا افضل انك تنتسبي .. لأني راح اقدم لك على مدرسة اهلية اعرف صاحبها وان شاء الله تتعيني مدرسة ابتدائي .. هااا اش رايك .
ابتهل وجه نورة قالت بنشوة : طبعا موافقه .. الله يعطيك العافيه ويجزاك خير ..
ابتسم لها محمد بود قال : يالله امشي خلينا نروح نسلم على ابويه وامي يسألوا عنك .
ردت نورة وهي توقف قالت : ان شاء الله ابدل ملابسي بس والحقك ..
جلس محمد على الكنبه قال : ماحـأنزل الا وانتي معاي .. موحلوة تنزلي بعدي .
: طيب اللي تشوفه .
راحت تلبس وهي تردد الشكر لله بأنه اعطاها محمد متفهم واهله طيبين ومهما كان لابد تجاهد وتسعده وتحاول تتفهم حياتهم وتتأقلم عليها ..!






***




يوم ثاني ..
صحت من نومها على انفاسه على اذنها ورقبتها وهمسه باسمها ..
وفتحت عيونها بتعب ..!
اول مالمحت وجهه رجعت غمضت ..
ماكنت احلم ..!
كل اللي صار لي من امس حقيقة وواقع ..
: صح النوم ياعمري .
حطت يدها على خده قالت بصوت كسول : صح بدنك حبيبي .. كم الساعه الحين ..؟
: الساعه خمسه العصر ..
: كويس انا صلينا الظهر ..
: طيب قومي صلي العصر وتعالي ابيك في شغله ..
قامت جلست ورجعت تمددت وتغطت قالت : انت قوم صل اول شي .
ابتسم عماد وتكى على يده قال : انا صليت من بدري ولي ساعه صاحي واتفرج عليك .
: عمااااااااااد .
: روحه .
: بقوم .. لاتطالع فيني ..
ضحك عماد منها وهز راسه بلا ووقفت بزعل وهي تلف اللحاف عليها قالت : خلاص تفرج على كيفك .
شبك يدينه ورى راسه قال : ترى ملابسك هنا ..
التفتت عليه ورجعت للدولاب وهي تتعثر بمشيتها واخذت لها قميص بروب طويل وراحت للحمام وهو يراقبها بشغف ..
كملت صلاتها وجات عنده قالت : حبيبي مااكلت شي ..
: واحنا هنا السؤال هذا لي انا مو لك فاهمه .. تعالي ابيك ..
جلست بجنبه وامتد علبة مغلفة من درج الكومودينو قال بحنان : افتحيها .
طالعت في العلبة المغلفه بتغليف فاخر من قماش مخمل لونه احمر وتُل مرصع بفصوص لامعه ومربوطه بخوج وورد احمر وأصفر وأوراق شجر ..
الهدية من الخارج كانت تحفه ..!
قلبتها بين يدينها بحذر وفتحت الورد اللي يربط الهدية ..
كانت من الداخل علبة كريستاليه لامعه ظنت انها هي الهديه لولا انها لقتها تنفتح ..
فتحتها وكان بداخلها سلسال الماس على شكل قطعة مستطيلة تأملتها وشافت اسمه واسمها مكتوبه داخلها ومحد يشوفها الا من يدقق فيها ..
طالعت في العلبة ورفعت نظرها له وعيونها في دموع ..
لازالت مستسلمه لمطر مفاجآت عماد ..
ياليت الوقت يستنى والثواني تطووووول والدقايق تنتهي عنده ..
ماودها تفارق لحظة وحده ..
دبلتين ..!
وحده من الألماس والثانية من الفضة ..
اخذتهم في يدها وقبل ماتلبسها قال : لحظة ..
سحبها لحضنه وحط ظهرها على صدره وحوطها بيدينه قال : هاتي انا البسك .. شبك السلسال في عنقها ومسك يدها اليسار ولبسها دبلتها .. ولبس دبلته وهو يقول : الله يعينني على تعليقات فهد .
ضمته شادن وسلمت على خدوده وهي تهمس والعبره تخنقها : كثير عليّ ياعماد ..
: اششششش لاتقولين كثير .. انتي لازم تفرحين وتعيشين مثلك مثل أي بنت ... سكت ثم استدرك : لاوربي موب مثل أي بنت الا انتي غير ومالك مثيل ..
ضمها على صدره وشريط معاناتها معاه يمر قدامه وكأنه الا مايؤرقه ويذكره ..
قال وهي على صدره : آآآه ياشادن وشلون قدرتي تعيشين معي .. وشلون تحملتي العيشه معي ...
قاطعته : ماتحملت شي .. انا احبك .. احبك من اول يوم شفتك فيه ..
تذكر يوم المطر .. تذكر لمن شفتك وانت خارج من غرفتك وشفتني ... تذكر المستشفى واللي صار فيه .. كل مرة اشوفك فيها قلبي يدق واحس اني متعلقه فيك ..
ضمها اكثر وضحك بصوت واطي قال : المستشفى .. آآآه ياذيك الليلة .. تدرين وش تمنيت ..؟ تمنيت اني متعافي ثم والله مااختار عليك احد .
: عماد قول لي اش اللي صار لك بالتفصيل عشان نطوي الصفحه ولاعاد نفتحها ..
تمدد عماد ومددها بجنبه ودفنت وجهها بصدره .. قال : تذكرين ليلة العيد ..؟ يوم روعتك وبعدين قلت مافيني شي ..؟
اكتفت بالاستماع وهو يسرد : رحت للمتشفى وحللت لأني حسيت بصحتي احسن من اول .. ولأول مرة الاقيه خامل ..
سكت ثواني ثم كمل : جلست ثلاث ساعات مااتكلم .. بس افكر وادور بسيارتي .. فيه امل تتحسن صحتي ولا مجرد كذبة وبيرجع لي نشط مثل اول ..
المهم اضطريت اني اجي للديرة ولو بحلف لك ياشادن اني مشيت من جده وماانتبهت الا وانا قدام بيتي ماكذبت عليك ..
شفتك وانهبلت ..
قلت معقوله بيجي يوم واقدر اعيش معها مثل أي زوج وزوجته ..
ضم راسها على صدره وكمل : خصوصاً انك هذيك الليلة ذبحتيني بشكلك ودلعك في لبسك ..
غمضت عيونها بألم قالت : طيب ولمن جيتني مع جدتي ليه قلت لاتاخذين التطعيمات ..
: لأني حللت قبلها بأيام وقال انك في طور العلاج وانك تتحسن وصار الأمل قدامي كبر البحر ..
: بس انا اخذت التطعيمة الثانية ..
: والله ..؟
: اخذتها لأني ابغاك .. لأني احبك وكنت راح انتظرك لآخر يوم في عمري ..
: ياعمري انتي ..
سكت دقايق وهو ضامها على صدره ..
ثم قالت : طيب لمن شافك نايف في المستشفى ..
تنهد عماد وكأن الذكرى اوجعته في الصميم وتمدد على ظهره واصابعه تلعب في شعرها وعيونه على السقف قال : اليوم الثاني بعد ماسهرت معك رحت للمستشفى وبغيت انجن لمن طلعت النتيجة ايجابيه .. يعني انت سليم .. ومافيك شي .. يالو تدرين ياشادن وش صار .. سويت التحليل ثلاث مرات وطلعت من المستشفى زي المهبول .. مالقيت نفسي الا في المسجد .. عاد لقيت نايف اتصل علي اكثر من خمس مرات ولادريت عنه .. وقمت قفلت جوالي وحجزت على المانيا اكبر مختبرات في العالم عندهم ..
مسح على شعرها ولف ذراعه الثاني على جبينه قال : رحت وخليت قلبي معك هذاك اليوم الله لايعيده ..
همست : وانت رحت واخذت روحي معك .
تنهد وسكت ثم اجبر نفسه على الكلام عشان تنطوي الصفحة مثل ماقالت .. : لقيت النتيجة ايجابية نفس الشي .. بس قال لي الدكتور عشان تتأكد لازم تجلس ثلاثه شهور تحلل كل عشرة ايام ..
غمض عيونه وقال بصوت متأثر : تخيلي ياشادن .. اصبح على امل وامسي على خوف .. ايامي كانت هناك رعب .. خايف اتفاجأ بالنتيجة ويقول لي الدكتور اليوم الفايروس موجود .. ورغم ان الدكتور اكد لي بعد شهرين ونص اني سليم واقدر اعيش حياتي طبيعيه الا اني ماقدرت ارجع الا بعد مااجلس فترة واحس نفسي صدق مافيني شي ..
مد يده اليسارعليها قال : شوفي آثار الابر ويدي اللي تحت راسك بالمثل ..
طالعت في ذراعه الموشم بآثار الإبر قالت : حبيبي عساه خيرة اللي صار لك .. ماتدري يمكن عشان ربي يخلينا نعرف بعض على حقيقتنا .. ضمته وكملت : ويمكن عشان يخليني احبك اكثر وتحبني اكثر اذا وقفنا مع بعض في وقت المحنه والابتلاء .
رجع على جنبه اليمين وضمها لصدره وقال بصوت رخيم : يعني اختبار .. هاااا .. ياصعبه من اختبار لكن حلاته ان نتيجته الحين انتي في حضني ..
: حبيبي قول الحمد لله ..
: الحمد لله كما ينبغي لجلال وجهه وعظيم سلطانه .. صحيح تدرين يوم سألني الطبيب الألماني قال وش نوع علاجك اللي استخدمته وش قلت له ..
: اش قلت ..؟
: قلت القرآن والعسل والنعناع .. ماصدقني بس رجع وقال ابغى نوع العسل اللي استخدمته والنعناع له فوائد للكبد وقام يتهرب عن القرآن ..
حط يده على جنبه الايمين قال : انا ماعالجني غير ربي وسورة البقرة اللي كنت اقراها كل فجر واحيانا قبل النوم ...
سكت عماد فجأة ثم قال : تبينا ننسى ونطوي الصفحة من الحين ..؟
: خلاص ننسى الله لايعيدها ..
: الليلة بنروح لمكة نعتمر ..وش رايك ..؟
: اكيد حبيبي لازم نروح للي انعم علينا ونشكره في بيته .
: وهـ بس على اللي كلامها درر .. وريني عيونك فيها نوم ولا لا .
رفعت راسها له وباس عيونها وخدودها ووجهها ولمها عليه يبي يحس فيها ويقتنع بوجودها اكثر ..



***




شهور مرت ..!
اللي مبسوط بحياته ومرتاح
واللي دل السعاده واتبع دربها وماحاد عنها ..
واللي لازال يبحث عن السعاده ويدور لها على طريق ..
كانت جالسه قدام شاشة اللاب توب وتكتب بتركيز في منتدى يخص المرأة ..
من مشرفة لقسم الترفيه والألعاب لمشرفة قسم المرأة وسبحان اللي يغير ..
من بعد ماسمعت ببنت احمد وهي يائسة من رجعته لها ..
ردت على مشكلة وحده متزوجة وتعاني من برود مشاعر زوجها تجاهها بأن المفتاح في يد المرأة وانها اذا تبيه يهتم فيها تهتم فيه .. وان الرجل كالطفل يحتاج لحنان ودلال .. ويحتاج لمن يشبع رغباته اياً كانت ..
ارسلت الرد وقفلت الشاشه ..
وحطت راسها بين يدينها تبي تستوعب الخبر الجديد ..
جا له بنت ..!!
سّماها غلا ..
ياما قال لي عن اسم غلا وتمناه لبنتنا لكن ماكنت اهتم له ولااسمع له .
غلا احمد ..!!
ابو غلا ...!!
ياحظك ياغلا وابوك احمد ..
شدت شعرها بندم وهي تتذكر رد مها عليها .. " لوسمحتي بعدي عن بيتي وزوجي وفكينا من ازعاجتس .. وخافي ربتس مايجوز تكلمينه ولايجوز يسمع صوتتس "
ودها تهرب من التفكير فيه وفي الذكريات ..
ودها تتخلص من الندم والحسافه على احمد وايامها معاه
رغم محاولاتها المستميته انها ترجع له الا انها كفت عن ملاحقته واقتنعت ان احمد عمره مابيرجع لها وانها مستحيل تجتمع وياه من جديد ..
تذكرت المكالمة اللي جاتها امس ويمكن تحدث تغيير بحياتها وتطلعها من الروتين والحياة المملة اللي تعيشها ..
وقفت وراحت لامها اللي صوتها واصلها في غرفتها وهي تكلم وحده من جاراتها
ليتك يايمه تجلسين معي مثل ماتجلسين مع جاراتك ..
طالعت فيها وهمست لها : يمه .. يمه قفلي ابيك بسالفه .
ردت عليها امها وهي تحط يدها على السماعه : هاااا وش تبين ماتشوفيني اكلم الحرمه . ايييه صحيح وش قلتي في سالم ترى ابوتس يبي الرد اليوم .
: ماابيه يمه ولاتطرين لي سيرة الزواج ..
ردت امها بيأس : لاحول ولاقوة الا بالله .. احمدي ربتس ان فيه احد جاتس وخطبتس وانتي مطلقه ومافيتس عيال .. هالايام البنات يدورن الرجال دواره وانتي تعيين ...
قاطعتها : خلاص يمه الزواج وسيرته ماابيها .. المهم ترى الحضانة اتصلت عليّ وقالت اجيهم بكرة واقدم اوراقي عندهم .
اضطرت امها انها تنهي المكالمة مع جارتها والتفتت لها قالت : ياليلى انتي صاحية ولامجنونة بتشتغلين داده في حضانة اطفال .. هذي وظيفة خدامه موب بنت ناس ..
: استغفر الله العظيم الحين هذا كلام يمه .. انا بمسك اطفال واربيهم واساعد امهاتهم وامسكهم لين يرجعون من دواماتهم وانتي تقولين شغل خدامه .. يمه اذا ماعندك الا تحطيم في تحطيم ازين شي لاتقولين رايك ..

انسحبت من قدام امها ورجعت لغرفتها وجهازها اللي حولته من جليس سوء لجليس صالح تنسى فيه همومها لو وقت قصير رغم انه كان سبب اساسي في هدم بيتها ..
انا مااجيب عيال ..؟
هذا اللي قالوه الناس عني بعد بنت احمد ..
هذا جزاي من ربي ..
هذا اللي ماحسبت حسابه ..





***




منسدحه على ظهرها وولدها اللي كمل اربعه شهور من يومين
: انت حبيبي .. انت دلبي .. يلا قول ممّا .. قول ببّا .. متى تتكلم ياعادل ومتى تمشي ..
التفتت لنورة اللي تجمع اغراضها وجوالها في يدها تنتظر زوجها يجي ياخذها بعد زيارة اسبوع كامل لاهلها ..
قالت : خلاص بتروحين .. ياليتس قعدتي عندنا اسبوعٍ ثاني .. يااختي رجلتس ماخلانا نشبع منتس كل شوي يدق ولايقول جايكم ..
ابتسمت نورة قالت : وش يسوي ماتعود يجلس لحاله في بيتنا .. بس بجي ان شاء الله وقت(ن) ثاني واحاول اطول عندكم .. المهم نوف قبل لاانسى .. خلاص انتي تركتي سالفة النقل ..؟
جلست نوف وحطت ولدها في حضنها قالت : ايه خلاص .. الديرة ديرتي وانا اولى بادارة مدرستها والتدريس فيها .. بعدين انا كل شوي وانا في الطايف ولا جده احسني شبعت منهم ..
قالت نورة بتعقل : حتى لو رحتي يانوف عدولة وين بتخلينه .. مع شغاله مثلاً ..
: الله لايقوله .. اخليه يجلس مع جداته ويربونه ويحرصون عليه اكثر من الاجنبيات .. الا انتي مافكرتي تحملين ..
: لا محمد يقول مانبي عيال لين تكملين دراستتس .. عاد لو احمل وانا ادرِّس الصبح وادرس العصر كان انتهيت من التعب ..
سكتت وهي تشوف العنود تدخل عليهم بجلالها قالت : منين جيتي ..؟
ردت العنود بهدوء : جيت من عند الغنم رحت اعاون امي .. عطيني عادل بشيله ..
ردت نوف بحده : اول قومي تروشي عن ريحة الغنم وقرفها .
التفتت العنود لنورة قالت : دريتي يوم سحيمان بغى يموت ..؟
شهقت نورة بتمثيل قالت : قولي والله ..
رفعت العنود حواجبها بحماس قالت : والله العظيم .. لوشفتيه يوم يشاهق ..
قاطعتها نورة بضحكه : وش منه يشاهق ..؟
ردت العنود : مدري يمكن عشانه مكثر(ن) من الحشيش امس كنت مدخلته في غرفة العلف والحشيش بالدس ومخليته ياكل .. ياقلبي قلباااه ودي ابكي عليه ..
قالت نوف : هذي نتيجة اكل الحرام .. اجل ابوي يشتري الشعير بكم وكم وتجين انتي تدخلين سحيمان عليه .. ليت ابوي باعه واستفاد منه بس ...ولا ذبحه لثلاجتنا .
وقفت العنود بعصبيه واخذت جلالها قالت : الله لايقول انه يبيعه ولا يذبحه .. اصلاً انا وش يجلسني معتس ..
التفتت لنورة وقالت برجا : تكفين يانورة اقعدي عندنا ترى نوف علتني ماغير تهاوشني من يوم تشوف وجهي لين تروح لبيتها ..
قالت نورة بألم : عنود ياقلبي انتي بعد اسمعي الكلام واهتمي بنفستس ودروستس واخدمي امي وابوي ترى مالهم غير الله ثم انتي وترى نوف يوم تهاوشتس عشانها تبيتس احسن البنات .
هزت العنود راسها قالت مغيره الموضوع ومنهيته : تدرون ابوي جا ولا لا ..؟
قالت نوف : وش سالفتس من العصر وانتي تسألين عن ابوي مهب العاده ..؟
جمعت العنود قبضة يدها اليمين وحركتها على راحة يدها اليسار المفتوحه قالت بغيض وحرة لنوف قالت : موصيته يجيب حاجة يااااويلتس على ماتشترين مثلها .
عقدت نوف حواجبها قالت : حاجة وش ..؟
: موب معلمتس لين تشوفينها ..
طالعت نوف في نورة قالت : يااختي ضاحكتن على ابوي كل ماوصته في شي قال طيب وابشري ..
قالت نورة وهي تضحك عادل : موب جديد الشي هذا تذكرين يوم اذا بغينا شي ارسلناها له ..
وقفت العنود وهي تسمع صوت ابوها يناديها وتقول : بروح لابوي يمديه جاب اللي وصيته عليه .

طالعوا نوف ونورة في بعض باستغراب ثم قالت نورة بهدوء : تدرين من شفنا انا ومحمد يوم جيناكم ..؟
ردت نوف وهي تعطي عادل اللعبه عشان يلتهي فيها قالت : من شفتوا ..؟
: عماد وشادن وام ناصر .
بلعت نوف ريقها قالت : ايه سمعت انهم جو خميس وجمعه وراحوا .. خلاص استقروا في جده بس ام ناصر احياناً تجي الخميس والجمعه وشادن ولا ام نايف وحده منهم تجي معها ..
اخذت نوف عادل وضمته على صدرها وكأنها تحمد ربها اللي اغناها عن عماد وطاريه ..
قالت نورة : نوف ابي اسألتس وجاوبيني بصراحه ..
رفعت نوف عيونها لاختها بدون ماتتكلم وكملت نورة : نسيتي عماد ..؟
: هاااا .. ايه خلاص نسيته .. كنت مراهقه وماكان في حياتي احد اول .. و.... طالعت في نورة وصدت .. وكنت احبه ..
: والحين تكرهينه ..؟
تنهدت نوف ثم قالت : اللي يحب عمره ماكره .. صحيح اني تمنيته وصحيح اني للحين تجيني لحظات احسد شادن انها مرته بس ماقد تمنيت انه يكون لي من بعد ماصار لي رجل وصرت محاسبة على التفكير بغيره والحمد لله اذا تذكرت عطا ربي لي افرح واستغفر واقتنع اني عايشه مبسوطه وربي مقسم الارزاق رازقني ومنعم عليّ ...
شالت عادل ووقفت وهي ترفعه فوق : ربي عطاني هالقمر وتبيني افكر بغير ابوه الله يهديتس يانورة ... قومي قومي خلينا نروح لابوي اجلسي معه قبل يجي رجلتس .
وقفت نورة ولحقت اختها اللي هربت من الموضوع ومن المكان وانصدمت بالعنود وهي واقفه قدامهم بنظارة شمسية سودا ..
قالت نوف : هذي وش ..؟
نزلت العنود نظارتها على انفها وطلت بعيونها من فوقها قالت : نظارة شمسيييييييييية ماتعرفينها ..؟
: وش تبين فيها ..؟
: عشان الشمس ماتعورني في عيوني .. هذاك اليوم سمعت الدكتورة في التلفزيون تقول الشمس تضر العيون ولازم نحميها بنظار شمسة ولاتبيني انعمي ..
قالت نورة : محد قال لتس تمَشَّي بين البيوت في عز الظهر و...
دق جوال نورة وقطعت كلامها وهي تطالع فيه قالت : هذا محمد اكيد انه وصل ..
رفعت الجوال لاذنها بعد مافتحت الخط وتجاوزتهم العنود للغرفة بتشوف شكلها على المراية ..



***





فيللا صغيره ..
قريبه من بيت نايف ..
اثاثها كان من اختيارهم ..
ولمساتها على كل ركن وزاوية .. وتنم عن ذوق رفيع ..
والاسبوع هذا الجَمْعَة عندها مثل ماكانت الاسبوع الماضي عند فهد وسارة واللي قبله عند نايف ومنال ..
واقفه في المطبخ مع سارة اللي تقول : فهد مصر انا نقضي الاجازة في الديرة .. وانا يادوب اتحمل اليومين اللي نروح لهم فيها..ناموس بهذل ولدي ومافيها لامحلات ولامستشفى سنع ..
قاطعتها شادن وهي تحضر السلطه وتحط عليها الملح والخل : ياسارة ياعمري والله ان الجو فيها يجنن .. الناس والحياة هناك غير واحمدي ربك الحين فيه سوبر ماركت ابوعماد ومطعم وكافتيريا مو زي اول يعني كل شي بتلاقينه بسهوله .. حتى المستوصف يفي بالغرض ويقولون تطور ..
اخذت سارة قطعة خيار مقشرة وحطتها في يد ولدها سعود اللي يتعثر بخطوته قالت : حتى ولو مو مرتاحه بس عشان فهد واهله بروح اجلس اسبوعين ثلاثه بعدين بحاول في فهد نسافر .
مست شادن ظهرها بتعب قالت : الله يهون علي بس وافتك من الحمل وتعبه .. ياربي ظهري خلاص بينكسر ..
قالت سارة وهي تاخذ طاسة السلطة القزاز من يد شادن قالت : ارتاحي وعطيني عنك .. التفتت عليها قالت بمرح : محد قال لك احملي باثنين الله لايعنينا ..
جلست شادن على الكرسي قالت بضحكه : هههههههه بكيفي هو ..؟ بس تدرين احلى شي ان عماد فرحان انهم اثنين يقول تحملين مرة وحده وتفتكين من التكرار ..
: ايووووه صادق والله .. شوفي فهد مبهذلني يقول نبغى لسعود اخو ولا اخت ..
وصلهم صوت عماد وسكتت سارة .. قالت شادن بصوت عالي : ايوه جايتك ..
طلعت له وهو واقف عند الباب اللي يفصل بين قسم الرجال والحريم بثوب ابيض وبدون شماغ قال : انا ماقلت لاتروحين للمطبخ ..
اخذت نفس طويل قالت : ماعليه ماعندي شغل الشغاله مكملة كل شي بس اشرف عليها وسارة معاي تساعدني ..
: طيب عطينا سعود ابوه يبيه ..
: حاضر ..
التفتت شادن لسعود اللي جا يتخطى وراها ببنطلون بني وتي شيرت بيج وكاب بني قالت : هذا هو جا على سيرة ابوه ..
فتح عماد يدينه لسعود اللي اعتاد عليه قال : هلاااااا بالشيخ سعود تعال تعال ابوك ازعجنا عليك ..
شاله وقبل مايدخل قال لشادن : انتبهي لنفسك ولعيالي .
هزت راسها بطيّب وعلى وجهها ابتسامة رضى .. ورجعت لسارة في المطبخ ..

دخل عماد المجلس وسعود معاه
مجرد مالمح ابوه وهو يحاول يفز من بين يدين عماد وماكان من عماد الا انه نزله وخلاه يروح لابوه ..
فتح فهد يدينه لولده ..
اسعد لحظاته وهو مع ابوه
بينهم لغة تفاهم عجيبة
نزل فهد شماغه ولبس سعود والثاني مستانس ..
وصوره بالجوال ثم وراه الصورة مثل كل مرة يلعبون فيها مع بعض ...
طلع عماد المسبحه ونادى سعود وجاه يجري ..
قالت ام ناصر اللي فضلت الجلسه مع احفادها على جلسة الحريم : ولدك الله يصلحه حر وفطين ماشاء الله عليه..
: أي بالله ياجدتي حر وفطين جاي على سميه ..
ردت ام ناصر باعتراض : الا جاي(ن) على ابوه ..
قال عماد وهو يصب لجدته فنجال قهوة : عز الله سميه سنافي الله يرحمه .. بس هالسعود فيه من شقاوة ابوه يوم كان صغير ..
رد نايف : ان جا مثل ابوه تراني بزوجه بنتي .
رد فهد : الله مير يسلمك ياابو خالد حنا مستعجلين نبي الحرمه وانتم شكلكم مطولين ماتبون عيال .
رد نايف وعيونه على جدته : افاااا الا نبي عيال اليوم قبل بكرة بس كل شي من عند الله .. اقول ياابو سعود ترى بنطلع على بداية الصيف للديرة اش رايك تطلع معانا .
رد عماد باعتراض : من انتم اللي بتطلعون .
قال نايف بعفوية : كلنا انا وامي وجدتي وحرمتي .
قال عماد : صاحي انت ..؟ تروح واختك على وشك ولادة ..
ضرب نايف على جبينه قال : اووووه كيف نسيت انا .. طيب هي كم باقي لها ..
ردت ام ناصر اللي تحسب الايام والليالي لولادة شادن : ماباقي لها الا اسبوع الله يهون عليها .
التفت فهد لعماد اللي بان عليه القلق بحركة اصابعه على ترمس القهوة بتوتر قال : تعال ياسعود روح اخطب من عمك ابومشعل ان جاه بنت قبل لايسبقك عليها احد ..
رد عليه نايف وهو يمثل انه مغتاض : صدق انكم ماتستحون ولاتقدرون احد انت وولدك .. الحين ازوجكم بنتي قبل شوي وماانتهت جلستنا الا وانت خاطب غيرها .
ردت ام ناصر بضحكه وهي تراقب سعود وحركاته الشقية : سعود رجال يخطب ثنتين وثلاث واربع ..
قال نايف : اجل انا اسحب كلمتي ماعادني مزوج ولدكم المزواج ..
جا سعود يجري عند نايف وجلس بحضنه وكأنه يبي يعتذر عن ابوه وجدته .. وضمه نايف قال : المشكله اني احبك .. هذا اللي يشفع لابوك وجدتك عند بنتي .




***



مرت الأيام تتلاحق ..
بعض الأماكن تغيرت وبعضها مثل ماهي
مثل البشر منهم من غير حياته وتغير ومنهم بقى على ماهو مثل ام ناصر الجبل الشامخ في عايلتها ..
اليوم الجو غيم
وماللشمس اثر ..
احياناً ينزل رذاذ مطر واحيانا يسكن ويعطي الناس فرصه للاستمتاع بالجو ..
ومن الصباح كلاً صاحي في الديرة ...
محد يفوت الجو الا اللي مايحبون الحياة وبهجتها ..
في مزرعة عماد اللي كبرت اشجارها وطالت ..
وجفت بعض ورودها وبعضها للحين حي ..
ارضها خضرا وندية ..
وريحة الطين والماء والشجر ينعش القلوب قبل الأنفاس ..
دخل عماد يمسك بيدين عياله دانه ومشعل سنتين ..
وصلوا جلسة احمد ومها وجدتهم اللي تحتضن غلا بنت احمد ..
قالت شادن بهمس : عماد ..
التفت لها بنظارته الشمسية قال : هلا ..
: امسك مشعل معاك وعطني دانه اخاف يزعل من غلا عشانها في حضن جدتي ..
ضحك عماد قال : لاماعليك الحين يجيهم سعود ثم يحوسه هو وغلا ودانه .. الله يكفينا شره بس لايطيح في البير ولايحذف واحد من عيالنا فيها ..
قال احمد بحدة : يييييه اجل المجنون بيجي .. لو دريت ماجبت بنتي ..
ضحكت ام ناصر وهي تذكر ضربه لغلا امس قالت : امس لولا الله ثم امه جات وافتكت غلا ولا يمديه ذبحها ..
ردت مها : الله يهديه حتى انا ضربني يوم جيت بفك بنتي منه ..
قالت شادن : ترى امه تشتكي منه تقول ماخلى في بيتها شي الا وكسره وماخلى احد من جيرانهم الا وخرب علاقتهم فيه من كثر مايضرب عيالهم ..
رد عماد وهو يجلس عياله بجنبه : لا وابوه ليا قلنا سنِّع ولدك وعلمه ان الاذى على الناس غلط قال اتركووووووه هذا ذيبان ياخذ حقه بذراعه .
قالت ام ناصر : الله يصلحه ويبارك فيه .. يكبر ويعقل مهب اجن من ابوه يوم كان صغير .
قال احمد وهو يضحك : صادقه والله يايمه اذكر فهد يوم كان صغير ماخلى احد من عيال الديرة الا وحط في راسه علامه ..
ضحكوا كلهم منه ووصلهم صوت فهد ينادي بــ ياولد ..
قال عماد : هذا هو جا على سيرته .. وهذا سعود جاكم والله ياوجهه يقول انه ناوي له نية(ن) شينه ..
التفتوا على صراخ غلا وهي تجري لابوها وتقول : يابابا بيضربني .
ضمها احمد قال : يخسي مايضربتس وانا ابوغلا ..
راحوا مها وشادن لجلسة ثانية اكتملت بجية سارة وام فهد وحنان وفوزية ..
كل وحده جات وفطورها معاها ..
وعدد من ترامس القهوة والشاهي توزعت بين الجلستين ..
قالت فوزية : ليت نوره اختي معنا في الجو الحو هذا ..
ردت حنان : خلاص بيجون بعد اسبوع وان شاء الله الجو يكون زي ماهو ماتغير ..
قالت سارة : ياربي كل ماتذكرت ان الزواج بيخلونه هنا انقهر .. ليه مايسوونه في جده احلى واريح .
ردت مها : هنا ازين بين اهلهم وجماعتهم ولو حطوه في جده بيصير مختصر وهم مايبون عرس بندر مختصر مثل عرس فهد ..
قالت شادن بضحكه : احلى ياسارة عشان تشوفين كيف كان شكل زواجكم .
ردت سارة : زواجي غريب عجيب مااقتنعت فيه شكلنا بنعيده انا وفهد ..
جاتهم الكورة بقوة وصرخت حنان وهي تشوف سعود ولد فهد يجي يدور عليها قالت : هييي انت اقسم بالله لو ماركدت لاكسر رجولك .
طالع في حنان قال : انقعلي انتي مو حلوة .. هاتي الكورة .
طالعت حنان في سارة اللي اكتفت بالتفرجه لأن ماعاد في يدها شي قالت : سارة متأكده انه ولدتس وانتي امه .
ردت سارة : ماشفتيه لمن ضرب حسام ولد مشاري اخوي .. بغى يقتله بس لحقنا عليه .. فعلاً شككني انه مو ولدي ..
ضحكوا منها وقالت ام فهد : ابد تطمني ولدتس وولد فهد اضمن لكم انا .. سعود الله يحفظه مثل فهد يوم كان صغير .
فزت فوزية قالت : شهد وينها مااشوفها ..
قالت شادن : اجلسي ياعمتي شفناها مع خالد موديها للبقاله مع عيال عمي ناصر .
ابتسمت فوزية وهي تتذكر اهتمام خالد فيها قالت : يااختي اذا قال لها خالد شي مستحيل تعارضه .. شوفيها من يوم قال البسي عبايه وطرحه وهي لايمكن تطلع الا بعبايتها وطرحتها ..
قالت ام فهد : الله يجعلها من نصيبه تراها موب صغيره عمرها عشر سنين المفروض تحط على راسها شي ليا ظهرت ..
قالت مها : ماشاء الله في سن العنود .. امس شفتها عند غنم امها وبجلالها مايفارقها الله يصلحها .
كملوا جلستهم بود بعد ماوصلت حليمة زوجة فواز وام نايف ومنال وصارت الجلسة مجموعات وسوالف متنوعه ومختلفه ..




.. ..

وجه كاميرا جواله لعياله ..
دانه لابسه فستان جينز وشعرها الناعم مقسوم لنصين ومربوط بشرايط حمرا .. نعومه وخجوله وهادية وبجنبها مشعل ببنطلون جينز كحلي وتي شيرت ابيض وجزمة سبور ومسوي فيها اكبر من دانه رغم ان الفرق بينه وبنيها دقيقتين فقط .. يحاول يقلد ابوه اللي اكتسب منه الهدوء واغلب الملامح ..
طالع في صورهم وارسلها وسائط لشادن وكتب تحتها
كنت اظن الحب في وسط القلوب
اثر حبك مالي الدنيا علي
دايم مشرق ولايعرف غروب
منور ونوره تعدى كل ضي
كان حبك غلطتي ماراح اتوب
راح احبك لو كواني الحب كي
لي فواد في هواك دايم يذوب
من عرفتك وانت عندي كل شي

استقبلتها شادن وهي تشوف مشعل يمسك بيد دانه ويبي يوصلها عند امه عشان يرجع لابوه ..
ضمتهم قالت : مشعل تعال اجلس عندي ..
هز راسه بلا وأشر على جلسة الرجال قال : اووح بابا .. ومشى بسرعه لابوه
فتحت جوالها وارسلت
مالوم قلبي لي رسى في موانيك
او سالت الدمعه لوصلك تنادي
الطيب ورد منبعه في اراضيك
والسعد شوفك يا بعد هالعبادي
ادعي عسى المولى يحفظك ويبقيك
يا أغلى مخلوق سكن في فؤادي
..
حبيبي مشعل رجع لك انتبه له ..



وقف عماد لولده بعد ماقرأ الرساله وانتظره لين وصله واخذه بين يدينه وجلسه في حضنه ..
وراحت عيونه على الأرض اللي شهدت صده وقربه ..
شهدت دموعها واعترافاتهم ..
وشهدت العهد اللي وثقته بالوفا ..
واليوم تشهد النتيجة ..
بمشعل ودانه ..
وهي محتله كل الأماكن في حياته ..






***





تمت بحمد الله ملامح الحزن العتيق ....

وطويت آخر صفحاتها اليوم ..

اعترف بأني لست راضيةٌ عنها البته ..

ولازلت اكرر انا قارئة اكثر من كاتبة ..

الملامح وجهتها رساله ..

رسالة لمن عاني من المرض وفقد الامل من الشفاء

ليس على الله صعب ..

لمن كذب حقيقة العلاج بالقرآن ..

ولمن ابطل ادوية الطب العربي واستنكرها ونسبها للتخلف والرجعية ..


وكتابتي عن هذا المرض بالذات لتجربة اختٌ لي في الدنيا وصديقة قريبة .. عانت مع زوجها الأمرين وشفي بإذن الله بالقرآن وسورة البقرة تحديداً والعسل ومغلي النعناع ...
وأيضاً خلطة البقدونس والزبادي والثوم لكنه لم يستمر عليها طويلاً كالعسل والنعناع ..
بعد كفاح وجهاد مع الأدوية الطبية التي لم تجدي به نفعاً ...

وتذكير بأن الكبد الوبائي من امراض العصر ..
اسمه الصامت القاتل وللعلم لدينا في السعودية اكبر نسبة في العالم اصابة بهذا المرض بجميع انواعه ..


الملامح ايضاً كانت رسالة سامية لكل من اتبع هواه وحاد عن طريق الحق مثل خالد وليلى ..

رسالة لكل مراهقة تحلم وتحاول ان توغل الحلم في الواقع ..

كلنا نحلم لكن الواقع والنصيب ليس بأيدينا ومااجمل قناعة المرأة حين يكتب الله لها نصيباً حتى وان رفضته وجن جنونها ..

نوف .. اوردتها قضية لفتاة من مجتمعنا .. فتاة احبت ببساطة ابن الجيران الأرفع منها مادةً وعلماً ..
حبته بجنون لدرجة التمرد ولولا شيءٌ من دين وتعقل لما اصبحت نوف زوجة وأم ومعلمه ..


الملامح رسالة .. لكل ظالم .. لكل فاسد ..


ملامحي كانت لأخواتي الصغار عاشقات قصص عبير وأحلام وغيرها من القصص الفارغه التي لاتحمل سوى مواقف الحب والغرام ..

اعترض الكثير من القراء الناضجين وأغلبهم ان لم يكن كلهم كانوا فوق الثلاثين عاماً وليسوا بحاجة لمواقف العاطفه ..
لكني مقتنعه بأنه يجب عليّ ان اكتب عن العواطف والمواقف الغرامية كي اجذب قراء العشرين وماتحتها وعشاق القصص الغرامية من الناضجين .. كي اشبعهم هنا في قصة مليئة بالأذكار وربما المواعظ ..


الملامح رسالة لكل من قال ان بنت القرية او ( البنت القروية ) لايرغبها ابن المدينة .. فكانت نورة مثالاً واقعي شاهدته بنفسي ..
ولمن قال ان ابن المدينه لايقدر على العيش في القرية ..

وأخيراً ... الملامح رساله لكل زوجة تجد نفسها مع رجلٍ يعاني ..!
ورسالة لكل خائنة ..!!!


اكثر ماارهقني في الملامح هو انني ارتديت ثوب الواعظه او الناصحة ..
وهذا مااتعبني كثيراً ..
لست نادمه ابداً .. واتمنى ان اكتب لأجل التقويم والتعديل .. ولكن ..

انا لست واعظة ولااجيد فن الوعظ والتذكير ربما لأنني حتاج من ينصحني ويعظني ..
لهذا ارهقتني بعض المواقف كثيراً ..

اعلم جيداً انني لم اجيد حبكة القصة ..
وان رأيتموني اجدتها فما كانت كما اود والله ..
وأشعر بأن لدي الكثير الكثير لكني أُصبت ببرود في أغلب الأجزاء لهذا كانت الثغرات كبيرة وكثيرة ..



ختاماً ..

لاادري حقاً كيف اشكر ..
الشكر اقل مما في قلبي نحوكم
..
كل من وقف معي سواء في مهلاً ياقدر او الملامح ..
كل من يشعر انه قدم لأقدار شيءٌ من نجاح
كل من راسلني على الايميل او الخاص اوواصلني بردود قصيرة واختفت ..
مكانكم قلبي ومخيلتي ..
وأنا ممتنةٌ لكم مدى العمر ..
الى لقاءٍ وديٌّ آخر يجمعنا بالحرف والحكاية ..
كونوا بقلبي ....!



ملاحظة / لأجل حفظ الحقوق ولأوضح مالي وماليس لي ..
كل ماورد من ابيات شعريه ورسائل حب ليست لي لشعراء اجهل هويتهم ..
اما خواطر عماد كانت بقلمي انا ..




اخيراً ..
تحذير :  من كاتبة الرواية


القصة باسم اقدار .. وان نُسبت لغيري او أٌخفي اسمي منها لن اسامح الناقل وجزاؤه عند الحق الذي لايضيع الحق عنده ..

والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات
الكاتبة اقدار ..

0 التعليقات:

إرسال تعليق